أخبار تونس – الجرأة نيوز
في قلب وادي السيليكون، وتحديدًا في مقرّ شركة غوغل بمدينة سان فرانسيسكو، يقف المهندس التونسي وليد المثلوثي كأحد الأمثلة الحيّة على نجاح الكفاءات التونسية بالخارج. شقّ طريقه بعزم داخل عملاق التكنولوجيا العالمي، وساهم في مشروع جعل تونس حاضرة في خدمة Google Street View لأول مرة.
بدأت قصة وليد المثلوثي، المهندس التونسي المقيم في أمريكا، منذ سنوات حين انضمّ إلى شركة Google، حيث تميز بكفاءته واقتراحاته الطموحة. لم ينسَ بلاده رغم المسافة، وسعى من خلال موقعه إلى إدخال تونس ضمن خدمة Google Street View العالمية، وهو ما تحقق فعلاً بعد مشوار طويل من الإصرار والتحدي.
في حوار مع إذاعة موزاييك، تحدّث المثلوثي بصراحة عن هجرة الأدمغة التونسية، معتبرًا أن غياب المشاريع التكنولوجية الكبرى في تونس وقلة الدعم الريادي هما السببان الرئيسيان لهجرة المهندسين. وأكّد أن تونس تزخر بالكفاءات الشابة، لكنّ غياب المناخ الملائم والفرص الحقيقية يدفعها للبحث عن النجاح في الخارج.
ورغم الإحباط الذي واجهه خلال مراحل إنجاز مشروع Google Street View في تونس، فقد تمكّن المثلوثي من إقناع نائب رئيس غوغل بالمشروع، وتابع شخصيًا ملف التراخيص مع الجهات الرسمية في تونس، إلى أن تمكّن من إطلاق الخدمة في عدة مناطق تونسية، من بينها العاصمة وسوسة وصفاقس.
وأوضح المهندس التونسي أن الهدف من هذا المشروع يتعدّى التغطية التكنولوجية، ليصل إلى الترويج السياحي لتونس، من خلال إتاحة فرصة مشاهدة المواقع الأثرية والسياحية بتقنية ثلاثية الأبعاد، مما يشجع السائح الأجنبي على اكتشاف تونس قبل زيارتها فعليًا.
ومن بين المراحل القادمة للمشروع، أعلن المثلوثي عن استخدام تقنية Trekker المحمولة على الظهر لتصوير مواقع أثرية لا يمكن الوصول إليها بالسيارات، مثل مسرح الجمّ، المسرح الأثري بقرطاج، وحمامات أنطونيوس.
وفي ختام حواره، وجّه المثلوثي رسالة للشباب التونسي، حاثًا إيّاهم على الإيمان بقدراتهم، وعدم الاستسلام للعراقيل، والسعي نحو التميز والابتكار، قائلاً:
“الحلم ممكن… فقط آمنوا بأنفسكم.”