ندوة فكرية حول قراءة في كتاب”زعماء تونس وكتابها والقضية الفلسطينية” لأحمد الطويلي

تونس – الجرأة نيوز :

نظم القسم الثقافي لسفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية بتونس ندوة فكرية وذلك ضمن انشطتها الدورية خصصت لكتاب الدكتور أحمد الطويلي الجديد ” زعماء تونس وكتابها والقضية الفلسطينية” .

هذه الندوة حضرها جمله من النقاد والمختصين والاعلاميين .

ويأتي هذا الكتاب في ظرفية تشهد حركة متسارعة للتطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل عديد الانظمة العربية وهو ما يعطيه اهمية خاصة الى جانب اهميته كمرجع يعكس القيمة الكبيرة لقضية فلسطين في تونس نخبة وشعبا.

 

في مستهل الندوة تدخل الدكتور فؤاد الفخفاخ الاستاذ المبرز في اللغة والترجمة والحضارة الاسلامية ليقدم الكتاب .

حيث اشار كون الكتاب يحتوي في بدايته على مقدمة حول دور تونس في دعم القضية الفلسطينية ويتحدث هنا عن نقطة انطلاق اساسية وهي المؤتمر الافخارستي في فترة الثلاثينات من القرن الماضي أي الدور الذي اضطلعت به تونس فبالإضافة الى الدعم الشعبي حصل دعم مهم من المفكرين والكتاب والسياسيين وايضا عن طريق تكوين جمعيات لدعم القضية التي باتت مركزية ورئيسية في المشهد التونسي أي ان قضية مقاومة الاستعمار لم تهمش القضية الاخرى أي فلسطين.

الفخفاخ اشار كون الكتاب وضع بدقة متناهية ليكون وثيقة تاريخية يسير في اتجاهين هما دور الزعماء وايضا الكتاب وان كانا لا ينفصلان.

في القسم الاول يتحدث الكاتب عن الزعماء وينطلق من عبد العزيز الثعالبي حيث كان له دور رئيسي في عقد المؤتمر الاسلامي بالقدس الى جانب امين الحسيني الذي التقى به ونسق معه هذا العمل المهم في تلك الفترة .

عمل الثعالبي تراوح بين الدعاية للقضية والدعوة لمقاطعة المنتجات الصهيونية والتوعية بعدم التفريط في الاراضي الفلسطينية لليهود وهو ما كان له اثر كبير عمليا.

الشخصية الثانية التي تحدث عنها الطويلي في كتابه كانت الزعيم الحبيب بورقيبة الذي اختار اسلوبا آخر في التعامل مع القضية الفلسطينية أي القبول بالمصالحة وهنا يحضر خطاب اريحا ودعوته للقبول بالتقسيم وما احدثه من ردات فعل رغم ان شعاره كان الحل المنقوص خير من لا حل او لا شيء.

وفق الطويل فان بورقيبة تعامل منع القضية الفلسطينية تعاملا مخصوصا فهو يتحدث عن الاخطاء الاستراتيجية التي ارتكبها العرب منها انهم استولوا على القضية من اهلها وادخلوها في المزايدات في حين ان الخيار الافضل هو الاعتماد على انفسهم.

ينتقل الكتاب الى شخصية اخرى وهي صالح بن يوسف و تعامله مع قضية فلسطين الذي كان مغاير لتعاطي بورقيبة .

فبن يوسف ساهم بشكل كبير في التعبئة لحرب 48 لمواجهة العصابات الصهيونية .

صالح بن يوسف وفق ما يؤكد الفخفاخ اعتبر القضية الفلسطينية ليست عربية فقط بل هي عالمية وكونية وانسانية واتهم اسرائيل بالعنصرية وبالتالي دعا الى الكفاح المسلح.

كما دعا الى تحرير اليهودية من الطابع الصهيوني.

الشخصية الموالية التي تعرض لها الطويلي هي الشيخ محمد الفاضل بن عاشور والذي اعتبر ان الحركة الصهيونية هي حركة اجرامية معادية للإنسانية كما انه نزلها في اطارين الاول عروبي والثاني اسلامي من هنا فانه يرى ان المشاركة في الكفاح المسلح من اجل فلسطين واجب شرعي.

كما يتحدث الدكتور الطويلي في كتابه عن كاتب اخر اهتم بالقضية الفلسطينية وهو حسن التريكي والذي ساهم في دعمها والترويج لها عبر المحاضرات والكتب وفضح الممارسات الصهيونية وقد ترجمت كتاباته الى عدة لغات كما انه اثر في الرأي العام بالأرجنتين.

الشخصية الموالية هي الشاذلي القليبي الذي كان في دائرة القرار من خلال مهامه كأمين عام للجامعة العربية لفترة ما كما انه ألف حولها .

في القسم الثاني تعرض الكاتب لعدة كتب تناولت ملف فلسطين واوردها تباعا.

 

 

مداخلات

 

خلاف الندوة تدخل الدكتور عابد الزريعي مدير مركز دراسات ارض فلسطين للتنمية والانماء حيث اعتبر ان هناك اهمية خاصة لكتاب تتعلق بزمنه أي انه جاء في فترة تشهد موجة كبيرة للتطبيع من عديد الانظمة العربية واكد انه لا بد من مواجهة هذه الهجمة .

من ناحية الشكل اعتبر ان الكتاب هو عبارة عن مجموعة مقالات جمعها صاحبها لكن الدكتور الطويلي نفى ذلك كليا واكد كونها محاضرات علمية القاها في ندوات دولية.

 

من جانبه اعتبر مدير القسم الثقافي بالسفارة الايرانية بتونس الاستاذ ميثم فاراني بان عقد هذه الندوة يأتي كنقطة مهمة تتمثل في العودة الى الانشطة الثقافية بعد ان انقطعت لفترة جراء جائحة كورونا مضيفا انها تتنزل في اطار دعم التثاقف والحوار الحضاري ودعم للقضية الفلسطينية وايضا للاحتفاء بمولود جديد هو كتاب الدكتور الطويلي .

كما تدخل الدكتور فتحي القاسمي ليؤكد بان القضية الفلسطينية لها اهمية كبيرة في تونس بما في ذلك في الابحاث العلمية الاكاديمية خاصة فيما بتعلق بالدعم التونسي لها .

 

هوامش

 

*الندوة عقدت بالمركز الثقافي الايراني مباشرة مع اعتماد كل الاجراءات الصحية نظرا لخصوصية الوضع.

 

محمد عبد المؤمن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى