مع العودة المدرسية: الكراس المدعم مفقود والأسعار جنونية والمستورد هو الطاغي
اهم ما يمكن رصده مع بداية العودة المدرسية لهذا العام هو الغلاء الكبير والمبالغ فيه في اسعار المواد المدرسية وينضاف الى هذا فقدان او على الاقل النقص الكبير في الكراس المدعم.
هذه النوعية من الكراسات رغم انها اقل جودة من الاخرى التي تصنف كونها رفيعة الا انها تبقى وجهة الاولياء نظرا لان سعرها اقل بكثير من الاخرى.
منظمة الدفاع عن المستهلك اكدت كون اسعار المواد المدرسية زادت هذا العام بما لا يقل عن 50 بالمائة لكن هذه النسبة تبقى نظرية بحتة لان واقع الحال يؤكد كون الغلاء تجاوز هذا بكثير.
الملاحظة الاخرى ان الكثير من المواد التي تعرض في المكتبات وحتى في المساحات التجارية الكبرى مستوردة وهذا ما يزيد في سعرها اضعافا.
السؤال هنا: كيف يقدمون ومضات اشهارية ويدعون التونسي لاستهلاك المنتوج الوطني ومن ناحية اخرى يغرقون السوق بالمواد الاجنبية التي تكلف مبالغ كبيرة من العملة الصعبة؟
هذه المعضلة تتجاوز كونها تتسبب في مضرة للمؤسسات الوطنية لتنتقل الى مضرة اكبر للأسر التونسية محدودة ومتوسطة الدخل التي لم تعد قادرة على مجاراة نسق ارتفاع الاسعار الذي فاق كل الحدود.
بات من الملح هنا مراجعة هذه السياسية التي طغت منذ 2011 أي اغراق السوق بالمواد المستورد ان كانت غذائية او غيرها بما فيها المواد المدرسية خدمة لاشخاص يستفيدون من الصفقات لينضاف اليها اغراق آخر يتمثل في السوق الموازية وهذه ملف آخر لما تسببه من مضار للأطفال
عبد المؤمن