في واحدة من أبرز مواجهات هذا الموسم، تمكن معين الشعباني من فرض بصمته الواضحة كمدرب يتمتع بفكر استراتيجي عالٍ وقراءة ميدانية دقيقة. المباراة التي جمعت فريقه بالجيش الملكي المغربي شهدت تفوقًا نسبيًا للخصم في الشوط الأول، حيث خلق العديد من الفرص وهدد المرمى مرارًا.
لكن مع بداية الشوط الثاني، انقلبت المعطيات. قرأ معين الشعباني تحركات المنافس بدقة، خاصة الخطورة المتكررة من الجهة اليمنى عبر اللاعب الزحزوح، فاتخذ مجموعة من القرارات الفنية التي قلبت المواجهة:
-
قام بتبديل مراكز اللاعبين العسال وتاحيف، مما عزز التغطية الدفاعية.
-
دفع بأيوب خيري ليتواجد بشكل أوضح على الجهة المهددة، مغلقًا المساحات.
-
نشّط وسط الميدان بإقحام المرابط والرياحي، مما أعاد التوازن للفريق.
-
عدّل من مركز البحيري حسب إيقاع المباراة.
-
ختم التعديلات بدخول سيدبي، الذي ساهم في إغلاق المنافذ ومنع أي محاولة اختراق.
هذه التغييرات لم تكن عشوائية، بل جاءت كجزء من خطة مدروسة تُظهر الفهم الكبير الذي يتمتع به الشعباني لمجريات اللعب، خصوصًا في الأوقات الحاسمة. كل تبديل ترافقه مرونة تكتيكية ساهمت في إخماد زخم الخصم وفرض أسلوب لعب جديد.
مرّة أخرى، يثبت معين الشعباني أنه من أبرز المدربين في القارة، ليس فقط بنتائجه، بل بعقليته وذكائه الميداني، خاصة في الشوط الثاني الذي يُعرف بشوط المدربين.