معركة سحب الثقة من الغنوشي كانت اجندة الثورة المضادة و نصها… في مواجهة الديمقراطية و نصوصها
كتب : الحبيب بوعجيلة
من يصرون على تبريد قلوب الساقطة لائحتهم بالحديث الفارغ عن “اهتزاز شرعية الغنوشي ” و بعضهم يتحدث عن ” سقوطه سياسيا ” ..هؤلاء هم ناصحون سيئون للقوى الديمقراطية التي تورطت في اجندة عبير موسي و هم خاسرون سيئون لا يريدون الاعتراف بانتصار الديمقراطية على عبير موسي و تلطخ من انهزم معها بعار هزيمتها .
من يصرون على زعم ان معركة اليوم ليس لها معنى اكثر مما نراه من ” ترذيل ” للبرلمان هم ايضا ناصحون سيئون للقوى الديمقراطية الذين عجزوا عن فهم حقيقة المعركة و اهميتها ” الامنية ” و ” الاخلاقية ” و ” الوطنية ” في مسار الانتقال الديمقراطي و هم ناصحون سيئون لا يوقظون من ينصحونهم على حجم هزيمتهم الاخلاقية و السياسية و الاستراتيجية في معركة نصرة الانتقال .
ليس الغنوشي و لا نهضته ممثلين حصريين للثورة و الانتقال الديمقراطي بل هما جزء من طبقة سياسية عجزت عن الاستثمار الجيد في ثورة مجيدة لصالح الشعب . و لكن المعركة التي قادتها كتلة بن علي بمجرد 16 نائب فقط و بدعم اعلامي و غيره من لوبيات ابشع القديم الفاسد و انظمة الثورة المضادة الخليجية و حليفتها الصهيونية جعلت الموقف من ” الاسلاميين ” اليوم كما كان الامر في سنوات الاستبداد هو عنوان الفرز بين انصار الديمقراطية الكاملة و الناجزة و انصار الاستبداد و قواه الوظيفية و انصار الديمقراطية الاستبعادية …نعم الموقف من ” الخوانجية ” مازال هو عنوان الفرز . و قوة الثورة المضادة اليوم باعتبارها المنافس الرئيسي للانتقال الديمقراطي حين تستهدف النهضة فهي تعرف انها تستهدف الشرط الاساسي في العملية الديمقراطية كما فعل سيدها حين استهدف السياسة كلها باستهداف الاسلاميين بعد ان دجن الاتحاد و الحركة الطلابية و جند النخبة الوظيفية في معركة الاستئصال ليهيء ظروف التسلط الشامل الذي لا قوة تواجهه .
معركة سحب الثقة من الغنوشي كانت اجندة الثورة المضادة و نصها… في مواجهة الديمقراطية و نصوصها و مسارها.. و لا معنى لاي تفسير اخر لهذه المعركة .
ابداء الاسف بان استطلاعات الراي تضع النهضة و الحزب الفاشي في الصدارة لا معنى له . الاسف كان يكون مشروعا لو لم يكن هناك نهضة في مواجهة الحزب الفاشي او لو كان الحزب الفاشي محاطا فقط بحلفائه الموضوعيين في استطلاعات الراي . الناخب التونسي ان لم تكن الاستطلاعات مزيفة مازال على الاقل لحسن الحظ ينقسم بين الفاشية النوفمبرية و ضديدها التاريخي و هذا جيد .
اذا كان هناك من اسف فيجب ان يكون اسف المنخرطين في اجندة الفاشية لتجني هي فقط ثمرة هذا الانخراط في حين كان على “الناصحين الفالحين” للقوى الديمقراطية ان يقولوا لهم ان المطلوب ليس تصارع القوى الجديدة في ما بينها و اختيار مركزية الصراع مع النهضة بتوجيه من الفاشية بل كان المطلوب رؤية تؤسس للتوافق الوطني الديمقراطي للانجاز الذي تكون فيه النهضة “مفرومة” و مقحمة داخل حبهة القوى الوطنية في مواجهة الفاشية لا ان تكون القوى المسماة ديمقراطية في ذيل الحزب الفاشي تخوض معاركه الكبيرة …هي معركة كبيرة انتصرت فيها تونس على لائحة الفاشية …