مضمون الاتفاق الذي حصل بين النهضة وقلب تونس
فاز رئيس حركة النهضة برئاسة البرلمان أي السلطة التشريعية وهي اول خطوة فعلت فوزه بالمرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية.
هذه النتيجة ما كانت لتتحقق بتلك السهولة لولا اتفاقات جانبية و تحت الطاولة قامت بها النهضة. فهي كانت تدرك كون نواب التيار لن يصوتوا لمرشحها وكذلك الحزب الحر وحركة الشعب ما يعني انه كان عليها اعداد خلطة سحرية من غير حلفاء مفترضين مهمين في ملف الائتلاف الحكومي.
اهم طرف وقع الاتفاق معه هو قلب تونس صاحب الكتلة الثانية في البرلمان وهذا مبدئيا أي الى الان لأنه هناك احتمال لتكوين كتلة مشتركة بين التيار وحركة الشعب وهو ما يعني انها ستكون الثانية لو تم الامر.
لكن هل ان دعم قلب تونس أي حزب نبيل القروي للنهضة ومرشحها كان لوجه الله ومن اجل دعاء الخير ؟
هذا المقياس لا يوجد في السياسة بل كل ما نراه هو نتيجة لاتفاقات سابقة جلها تحصل تحت الطاولة فقلب تونس والنهضة التقيا وتحدثا ثم اتفقا.
هذا الامر اكده رضا شرف الدين الذي التقى بالغنوشي يوم امس مع العلم ان النهضة اعلنت كونه لقاء مجاملة بطلب من شرف الدين والامر ليس صحيحا فالمجاملات تحصل في الاعراس والمناسبات لا في السياسة.
ما رأيناه اليوم هو نصف الاتفاق أي ما هو مطلوب من قلب تونس بقي القادم وهو ما هو مطلوب من النهضة.
شرف الدين صرح اليوم بأن المهم بالنسبة لحزبهم هو تشكيل الحكومة واختيار شخصية وطنية لرئاستها ما يعني ان اتفاقا حصل وابرم لكن هل سيصل الى درجة منح حزب القروي مناصب وزارية ؟
قد يحصل هذا وقد لا يحصل لكن النهضة تدرك ان هذا سيغضب قواعدها لكنها تعول على تفهمهم كونها تعرضت لابتزاز كما تراه من قبل التيار وحركة الشعب ولم يبق لها من حل الا هذا .
محمد عبد المؤمن