مسلسل رقوج : رحلة فنية ودروس في التمثيل
مسلسل «رقوج»، الذي يقترب من نهايته، لم يحقق أعلى نسبة مشاهدة كما كان متوقعا، ولم يتبع قواعد الإثارة والتشويق المعتادة في عالم المسلسلات. لكنه ترك خلفه معانٍ ورموزًا، وأهمية في فن التمثيل وقواعد التقمص.
تعلم منه المحسوبون على التمثيل كيف يكونون ممثلين جديرين، ليس فقط بحفظ النص، بل بإضفاء روح عليه ومنحه حياة، وصناعة معانٍ تتفاعل مع الجمهور. يظهرون حقيقتهم في عالم غير حقيقي، وهذا ما يتطلبه فن التمثيل.
الممثلون في «رقوج» كانوا أقوى من السيناريو، حيث تجاوزوا حدود النص ووضعوا شغفهم وتجربتهم المسرحية في صنع العمل. تمكنوا من تقمص شخصياتهم بشكل استثنائي، ووضعوا بصمتهم على العمل، مما أثار فينا مشاعر ومواقف مختلفة.
على الرغم من أن «رقوج» لم يكن مسلسلا عبقريا، إلا أنه كان شيقًا ومختلفًا، بفضل الثلاثية القوية من الممثلين والموسيقى والصورة. ولكن الجمهور واجه صعوبة في فهم رمزيته الزائدة وثقل حواراته، مما جعله غير مفضل خلال شهر رمضان.
رغم التحديات، ترك «رقوج» بصمة في عالم المسلسلات، وأعطى دروسًا في التمثيل والتقمص، ودلائل على قدرة الفنانين على تحويل النصوص الورقية إلى عوالم مليئة بالمعاني والتفاصيل الدقيقة.