مديرة التلفزة و رئيس الجامعة: الراقصة و الطبّال

الحبيب العرفاوي

ماذا جنت الجماهير العريضة العاشقة لالوان المنتخب التونسي  من الردود المتبادلة و البلاغات  المتضاربة بين الجامعة التونسية لكرة القدم و مؤسسة التلفزة التونسية ؟ حتما لا شيء نفعها ؟ فكل واحد يلقي الكرة الى الغير على طريق  رياضة البيك بونغ  في وقت نتحدث فيه عن لعبةكرة القدم .

تطبيل في الجهتين و رقص على اكثر من حبل و في الاخير لا مباراة للمنتخب التونسي وقع تمريها.. و هكذا دواليك .

لم يجلس لا رئيس الجامعة و لا المكلفة بتسيير مؤسسة التلفزة على طاولة واحدة خدمة لرياضة كرة القدم الاكثر متابعة في تونس  طاولة مضمونها الحوار على الرغم قرب المسافة بين المؤسستين و ظلت المراسلات و البلاغات تتساقط علينا بين الفينة و الاخرى جامعة بين المؤاخذات و العتابات و الحديث القانوني الذي  لا نفع منه سوى مزيد تجييش الاوضاع على ما  هي عليه .

المعلوم حتما ان القيمة التسويقية لبطولة التونسية مرتفعة جدا. بطولة بلا طعم بلا اداء بلا لقاءات كبرى و مواعيد رياضية تجلب معها الاستشهار  … بطولة نحيفة من حيث العطاء و من حيث القيمة …فعلا لا تحتاج الى كل تلك المبالغ الكبرى التي تطلبها الجامعة تحت رداءة هذا ما تطلبه النوادي … فكل الجمعيات دون استثناء غارقة في بحر الديون و المشاكل و اكبر الجمعيات ممنوعة من الانتدابات و اغلب المنخرطين في البطولة لاعبون درجة ثانية ان لم تكن ثالثة و الدليل ان الرصيد البشري من ممثلي المنتخب من اللاعبين لم يتجاوز نفرين من الدوري التونسي مع امتياز وجود ثلاثة حرّاس اكثرهم عطاء حارس في جمعية تعاني الويلات من حيث الخزينة الفارغة .

اما التلفزة فقد ظلت تجمر البايت ببرامج  لا يرقبها و لا ينتظرها احدا بلا روح كما الفناها  بطاقم صحفي  لم يقدر ان يغير وجهة المتابع من القنوات الخاصة الى القنوات العامة لولا الاسبوعي .

بين التلفزة و الجامعة معركة خسرها عاشق كرة القدم التونسية و الرابح منها كلا المتخاصمان … فلا الاول انتصر و لا الثاني سجّل النقاط …

يبدو ان مسألة النقل التلفزي لابد لها ان تخرج من سياق السينما الذي يفعله الثنائي الصغروني و الجريء و من وراءهما المؤسستين المشرفتين … وان تفتك حقوق البث التلفزي للتونسي .التونسي الذي يجد في الكرة لذة لا يجدها في البرامج التي ينفق عليها التلفزيون ملايين دون ان تجدي نفعا او تجلب متعة عابرة …. كما لابد للجامعة ان تخفض  منسوب العائدات الى ما دون النصف  احتراما للذائقة الكروية  التي تؤكد ان بطولتنا هزيلة لا من حيث البنية التحتية فحسب بل من حيث الاداء و الصورة الرياضية العامة …

يكفي من السينما ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!