ما الذي جمع بينهما / الغنوشي والقروي …” راسين في شاشية”…
تونس – الجرأة نيوز:
يضرب هذا المثل الشعبي للدلالة على تقارب كبير بين شخصين .” راسين في شاشية”.
ينطلق على العلاقة الحالية بين رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس حزب قلب تونس نبيل القروي. والغريب انه خلال فترة الانتخابات وحتى بعدها بقليل أي قبل فوز قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية بنسبة تصويت كبيرة جدا كان خطاب النهضة عموما والغنوشي تحديدا يصب في اتهامات ضد القروي وحتى حزبه واعلان رفضه أي نوع من التقارب فما بالك بالتحالف .
لكن فجأة تغير كل شيء وصار القروي قرة عين الغنوشي بل هو الان مستعد لإسقاط الحكومة ككل والدخول في معركة مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة من اجل ضم القروي وحزبه للائتلاف الحاكم بل ومنحه وزارت تحت مسمى ” توسيع الحزام السياسي”.
مسألة توسيع الحزام هذه ابتكار غنوشي بامتياز فلم نسمع بها في الحقل الدلالي السياسي من قبل ولعل معناه له دلالة مهمة فهو لم يقل توسيع الحكومة بل الحزام حول الحكومة والحزام وظيفته الشد والكبس ما يعني ان الغاية الكبس على الحكومة.
السؤال هنا: ما الذي جمع بين الغنوشي والقروي وجعلهما راسين في شاشية؟
طبعا هي المصالح والسياسة هي فن تحقيق المصالح قبل كل شيء .
بالتالي فالسؤال الادق هو ما هي المصالح بين الغنوشي والقروي.
قد يكون الهدف تكوين تحالف قوي ليكونا معا المكون الاساسي في الحكومة ويمكن لهما تسييرها وتوجيهها كما حصل سابقا مع حكومة الشاهد .
لكن ايضا علينا الا نهمش هنا مسألة وزن رئيس الجمهورية الذي كانت له مهمة اختيار رئيس حكومة ورغم ان الشخصية رشحتها احزاب الا انه اختار وفق توجه معين : ثوري – يوافقه في خياراته – لا يقبل ان يكون اداة لدى الاحزاب وخاصة النهضة.
بالتالي فالغنوشي يدرك انه محكوم بمواجهة مع الرئيس ولا بد له من سند قوي والقوة هنا في البرلمان وايضا في الاعلام فوراء القروي قناة لها حضور مهم وهذا ما لا يتوفر لرئيس الجمهورية ولا لرئيس الحكومة.
ما يحصل الآن هو حرب تموقع وتأثير وسيطرة وكل يبحث عن داعمين له والغنوشي له الخبرة في هذا فقد سبق وان عقد صفقة مع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي والتي قضت نهائيا على الحزب الحاكم حينها نداء تونس .
التجربة تتكرر لكن ما تغير هو بعض اللاعبين وايضا المنافس الذي يتمتع هو الاخر بشعبية مهمة وايضا لا ينقصه الذكاء والفطنة .
محمد عبد المؤمن