مأساة في نابل : بعد 10 سنوات غربة عائلة تفقد ابنيها اختناقا بـ’الزنزانة’!
عائلة أصيلة مدينة الهوارية تتركب من اب وام وطفلين في مقتبل العمر البنت تبلغ من العمر 16 سنة وشقيقها يبلغ من العمر 14سنة رجعوا إلى أرض الوطن و بالتحديد إلى مدينة الهوارية مسقط رأس أجدادهم بعد عشرة سنوات من الغربة في فرنسا أملا في قضاء عطلتهم الشتوية هنا بعد ان هزهم الحنين الى وطنهم ثم العودة إلى مكان إقامتهم المعتادة…
وبعد يوم واحد من قدومهم كانت الفاجعة والكارثة معا، حيث فقدت طفليها في غفلة من الجميع وكاد أن يلتحق بهما والديهما لولا عناية الله ورفقه، وفق كلام صهر العائلة في لقائنا معه صباح اليوم السبت، حيث قال ان اصهاره الاربعة وصلوا الى الهوارية يوم الخميس 23 ديسمبر 2021 ليلا قادمين من فرنسا وقضوا يوم الجمعة بين اهلهم واقاربهم في غاية السعادة بعد عشر سنوات غياب..
وفي المساء شعروا ببرودة الطقس واتفقوا على النوم في غرفة واحدة و تشغيل المكيف في وضعية الحرارة القصوى وناموا ، واستفاق الوالد في حدود الساعة 1صباحا بعد أن شعر بصداع كبير في راسه مع فقدان التوازن ولما تحول إلى بيت الاستحمام وجد ما لم يكن يتخيله في حياته حتى في المنام ، لما فوجئ بابنته وابنه ملقيان على أرضية بيت الاستحمام بلا حراك وحاول لوحده إنقاذ ما يمكن إنقاذه لكنه عجز وبقي مذهولا من شدة الصدمة…
ولم يتمكن من الإتصال بأحد أقاربه وعائلته وعلى الفور تحول مباشرة لتفقد زوجته النائمة فوجدها في حالة يرثى لها ، بالكاد تنطق ببعض الحروف فجرها إلى خارج الغرفة لاستنشاق بعض الهواء وهذا ما ساهم في إنقاذها من موت محدق بعد قدرة الله ورعايته، إلى حين بلوج الصباح وقدوم صهره صدفة إلى المنزل صحبة بناء لتسلم بعض مواد البناء إلا أنه وجد صهره الملتاع في باب المنزل يطلب النجدة والمساعدة تم على اثرها إعلام الحماية المدنية وأعوان الشرطة الذين حلوا بالمكان…
وتم معاينة الحادثة الأليمة التي اهتز لها الشارع في كل مدينة الهوارية وخلفت لديهم لوعة كبيرة وتم نقل الجميع الى المستشفى المحلي بعد التيقن من وفاة الطفلين، وتولت فرقة الشرطة العدلية الأبحاث وقامت بالتساخير اللازمة بعد إعلام النيابة العمومية بالكارثة، كما تم تحويل جثتي الشقيقين إلى الطبيب الشرعي للتعرف عن أسباب الوفاة مخلفين صدمة كبيرة لدى العائلة والأقارب وسكان المدينة.
رحمهما الله واسكنهما فراديس جنانه ورزق عائلتهما جميل الصبر والسلوان.