أخبار تونس – الجرأة نيوز رغم إعاقتها الجسدية التي فرضها عليها مرض ضمور العضلات الوراثي، لم تتوقف ليليا رمضان، الأستاذة الجامعية والباحثة في معهد باستور تونس، عن السعي نحو التميّز. مقعدة على كرسي متحرك منذ سنوات، لكن طموحها الجامح جعلها تحقّق ما لم يحققه كثيرون في ظروف أسهل.
وفي إطار جهودها العلمية، تمكنت ليليا رمضان من تطوير منصة رقمية للكشف المبكّر عن الأمراض النادرة في تونس، بدعم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. ومن خلال هذه المنصة، توصّلت إلى إحصاء 589 مرضًا نادرًا يعاني منها أكثر من 7000 تونسي، رغم أن فقط 5% من المرضى تمكّنوا من إيجاد علاج أو خطة علاجية فعالة.
وتعتبر هذه المبادرة إنجازًا غير مسبوق في تونس، بالنظر إلى نقص المعطيات والدراسات الدقيقة في هذا المجال. فقد أشارت رمضان إلى أن الوعي بالأمراض النادرة لا يزال ضعيفًا، رغم التقدّم الذي تشهده الأبحاث على الصعيد العالمي.
🔬 وعلى الصعيد العلمي، لا تتوقف مساهمات ليليا عند حدود الإحصاء أو التشخيص، بل تسعى إلى نقل المعارف وتكوين الطلبة في مجال الطب وعلوم الصحة، وهو ما جعلها تتحصل في سنة 2023 على جائزة الامتياز في البحث العلمي في مجال الطب وعلوم الصحة، وهي جائزة مرموقة تُمنح من قبل وزارة التعليم العالي بالتعاون مع مؤسسة الصادق بالسرور وجامعة مونتريال الكندية، لتكريم الابتكار والتميّز في تطوير البحث العلمي وتكوين الكفاءات.
💬 وفي تصريح لها، أكدت ليليا أن تجربتها الشخصية مع المرض كانت الحافز الأقوى، وأنها تحلم بتطوير شبكة وطنية لتشخيص الأمراض النادرة، وتكوين فرق طبية قادرة على مرافقة المصابين بها من لحظة التشخيص إلى العلاج، لأنهم “مواطنون لهم الحق في الصحة والكرامة كغيرهم”.
🌟 ليليا رمضان ليست فقط باحثة، بل رمزًا للعزيمة والعلم والتحدي. نموذج يلهم المرأة التونسية والعربية، ويؤكد أن الإعاقة ليست نهاية، بل بداية أخرى للنجاح.