لماذا منصب رئيس الجمهورية «مغر» : صلاحيات محدودة لكن التنافس عليه «شرس»
بعد اقرار دستور 2014 تحول منصب رئيس الجمهورية اقرب منه الى الشرفي أي انه محدود الصلاحيات خاصة فيما يتعلق بالسلطة التنفيذية فاغلب السلطات والصلاحيات هي من مشمولات رئيس الحكومة .
لكن رغم هذا فإننا نلاحظ ونرصد تنافسا محموما بل وشرسا من اجل الوصول الى قصر قرطاج فلماذا؟
اولا علينا ان نستوعب كون رمزية رئيس الجمهورية مازالت عند التونسيين مرتبطة بالسلطات المطلقة والكبيرة بالتالي يصعب تلافي هذه النظرة والثقافة السياسية التي تكونت منذ 1957 أي بتسلم الحبيب بورقيبة هذا المنصب حيث كان الزعيم والرئيس والمجاهد الاكبر.
مع بن علي تحول الامر الى ديكتاتورية كاملة فتونس حينها هي بن علي وبن علي هو تونس حيث كان يمسك بكل الصلاحيات بدون اعتبار للدستور هنا بل هو فرض الأمر الواقع.
لكن بعد الثورة تهمش دور رئيس الجمهورية منذ تقلده فؤاد المبزع حيث كانت شخصيته ضعيفة في مقابل وزير اول ذو شخصية قوية وكاريزمية وهو المرحوم الباجي قائد السبسي.
بعد انتخابات 2014 صار المحدد للصلاحيات هو الدستور بالتالي فان جل السلطات كانت بيد رئيس الحكومة وهو ما أراد تفعيله الحبيب الصيد وهو ما كلفه منصبه لكن مع رئيس الحكومة الموالي يوسف الشاهد تحددت سلطات وصلاحيات رئيس الحكومة فعليا وذلك بعد “صراع” بين قصر قرطاج والقصبة .
الأمر الآخر لأهمية هذا المنصب والانتخابات الرئاسية اليوم هو انها مقياس للانتخابات التشريعية أي ان الاحزاب ستقيس قوتها وشعبيتها من خلال النتائج التي ستفرزها .
محمد عبد المؤمن