لماذا تكون الجزائر أول وجهة للرؤساء الجدد في تونس وكيف تكرست هذه العادة

هناك اعتقاد كون عادة ان يستهل أي رئيس تونسي جديد زيارته الخارجية بالجزائر لتكون اول بلد يحط فيه تكرست بعد الثورة لكن هذا غير صحيح.

فالجزائر بالنسبة لتونس ومنذ فترة رئاسة الزعيم الحبيب بورقيبة هي الاقرب لا جغرافيا فقط بل وايضا وجدانيا وشعبيا.

بالنسبة لتونس فان الجزائر هي الشقيقة الكبرى وهذا المصطلح يستخدم حتى من قبل السايسين وفي المناسبات الرسمية وهو يعكس طبيعة العلاقة بين البلدين.

لكن متى بدأت هذه العادة ولماذا ؟

مع بورقيبة لا يمكن ان نتحدث عن اول زيارة لان الجزائر حينها كانت مستعمرة من قبل الفرنسيين لكن العلاقة توضحت في زمن بن علي حيث ان الجزائر حينها كانت قوة اقتصادية كبيرة وايضا عسكرية .

في فترة التسعينات تأثرت الجزائر جراء الارهاب والفتنة الداخلية والارهاب وهذا اثر على تونس ايضا امنيا واقتصاديا.

لكن مع هذا فان استرجاع الجزائر لعافيتها مع تولي عبد العزير بوتفليقة اعاد معها بلدا داعما لتونس في كل المناسبات.

بعد الثورة استمرت هذه العادة خاصة من قبل رؤساء الحكومات ومن المرزوقي ولو ان هناك نوع من التوتر شاب العلاقات لكنه لم يكن جوهريا في تأثيره.

مع تولي الباجي قائد السبسي الرئاسة صرح مباشرة كونه سيزور الجزائر كأول محطة خارجية وقد فسر البعض كون الأمر يعود الى العلاقة التي تربط قائد السبسي بالرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة لكن المسألة اعمق من هذا بكثير.

الجزائر كما قال الراحل هواري بومدين هي الحامي لتونس وظهرها ودرعها والامر فعلا كذلك ففي خضم الفوضى وموجات الارهاب فان الجزائر كانت السند لتونس .

اضف الى هذا الدعم الاقتصادي الذي تقدمه باستمرار بما في ذلك فيما يتعلق بالغاز وضخ السياح سنويا .

لكن هنا علينا الا نهمل عنصرا مهما وهو طبيعة العلاقة بين الشعبين فرغم ان ليبيا بلد يرتبط حدوديا مع تونس وشعبه قريب من التونسيين الا ان الواقع يؤكد كون العلاقة بين الجزائر وتونس مخصوصة.

من هنا فقد اجتمع العامل التاريخي مع الجغرافي مع الشعبي لينضاف اليه المصالح المشتركة .

محمد عبد المؤمن

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى