لماذا تدعم الامارات أثيوبيا على حساب مصر …ملف شائك

تونس – الجرأة نيوز:

في الوقت الذي تحتد فيه الازمة بين مصر واثيوبيا بسبب عزم اديس بابا القيام بالملء الثاني لسد النهضة .

تعمد الامارات الى ارسال مساعدات هامة لأثيوبيا.

هذه المساعدات التي اعلنت عنها ابوظبي رمزية وليست ذات شأن لكن رمزيتها تفوق قيمتها بكثير.

السؤال المحير هنا:

لماذا تدعم الامارات اثيوبيا على حساب مصر وهي في الاصل حليفتها ومن وقف معها بصلابة في خلافها مع قطر ودعمها في اكثر من مناسبة.

بل اكثر من هذا فالإمارات وقفت هي الاخرى مع النظام المصري الحالي في ” حربه” مع الاخوان” ولولا الدعم الكبير من ابو ظبي لما كان الواقع الحالي كما هو حاليا.

ملف الامارات مع اثيوبيا شائك ومعقد وفهمه يتطلب عودة لما خططت له منذ سنوات.

هنا يجب ان نبحث في عمق هذا الملف فمن ناحية هناك خلاف كبير بين الامارات وقطر وهو معطى لا يجب تهميشه وان لم يكن له ارتباط مباشر بما يحصل في اثيوبيا .

لكن مع هذا هناك ارتباط ولقاء في نقطة ما.

بالنسبة للامارات وقطر فكلاهما متهم بكونه يريد ان يكون له دور كبير يفوق حجمه الجغرافي وهذا ممكن لان كلا البلدين بغض النظر على المقياس الجغرافي له قوة مالية رهيبة يريد من خلالها ان يكون طرفا فاعلا في عدة مناطق من العالم.

بالنسبة لقطر لها وزن اعلامي كبير من خلال قناة الجزيرة وهي ايضا تبني لها دور ووزن من خلال الدخول في ملفات معقدة مثل الملف الافغاني والاشراف على المفاوضات بين الحكومة القائمة وطالبان وجعلت من الدوحة مكان اللقاءات بل ان طالبان مرفوضة في جل العالم لكنها تحضر الى قطر وتجتمع قيادتها تحت اعين القطريين والامريكان.

قطر ايضا صنعت لها دورا مهما من خلال فوزها باحتضان كأس العالم القادم .

لكن الدور لا تنتهي هنا.

هناك منطقة هي محل صراع كبير بين الامارات واطراف اخرى منها قطر أي ان هناك منافسة بين الدولتين للتأثير وبسط النفوذ من خلال القوة المالية والاستثمارات.

الامارات دخلت المعركة في اليمن لا من اجل اليمنيين ولا لمساعدة السعوديين بل لأنها تريد لها مناطق نفوذ اخرى كما لقطر التي صنعت لها نفوذ من نوع اخر.

ما نتحدث عنه هنا هو المضائق في البحر الاحمر والقرن الافريقي وعندما نتحدث عن اليمن فنحن نتحدث عن المنطقة الاستراتيجية في القرن الافريقي وفي افريقيا عموما في جيبوتي والصومال كما نتحدث عن باب المندب وغيره.

الامارات ربطت علاقات تقارب كبيرة جدا مع اسرائيل التي تساعدها وتشترك معها في عدة مخططات منها ما يتعلق بأثيوبيا حيث انفقت ابو ظبي مليارات الدولارات استثمارات في هذا البلد بما في ذلك في سد النهضة لأنها تريد السيطرة او جزءا من السيطرة على منابع النيل .

هنا فان مصالحها تقاطعت مع المصالح المصرية فصديقي هو صديق مصالحي وعندما تتضرر مصالحي فلا صداقة وهذه فلسفة الامارات.

بمعنى آخر فان مصالح الامارات مع اثيوبيا اكبر من مصالحها مع مصر وهذا ما يفسر دعمها على حساب مصر بل ورفض التوسط في الخلاف بين القاهرة واديس ابابا رغم ان تأثيرها الكبير في هذا البد يجعلها قادرة على ذلك لو ارادت.

محمد عبد المؤمن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!