كيف استطاع قيس سعيد أن يهزم النهضة بالضربة القاضية رغم انها تغلغلت في كل مفاصل الدولة…معطيات هامة تتكشف

تونس – الجرأة نيوز:

سؤال من المهم طرحه والاوضاع بدأت تستقر والصورة تتوضح وهو :

كيف استطاع قيس سعيد ان يهزم النهضة رغم انها في السلطة منذ عقد كامل وتغلغلت في كل مفاصل الدولة؟

السؤال له اهمية كبيرة لو فهمنا شخصية سعيد.

فهو استاذ جامعي ليست له علاقة بالسياسة ولم ينتمي مطلقا الى أي حزب وليس مدعوما من أي ماكينة كانت بل انه فاز في الانتخابات الرئاسية بلا موارد ولا حملة بالمعنى الكلاسيكي بل بشعارات اطلقها لم يعد خلالها الشعب بشيء سوى تمكينه من آليات المراقبة للمسؤولين.

هذه الشخصية اكتسحت في الانتخابات اكتساحا كاملا وهم شخصيات وراءها لوبيات مال واحزاب كبرى وحتى مال خارجي وداخلي.

دخل قيس سعيد القصر وشرع في مهامه وهم يقولون له وخاصة حركة النهضة كونه بلا صلاحيات لكنه استاذ القانون الدستوري والمتخصص فيه يعني انه درس الدستور فصلا فصلا وجملة جملة وعبارة عبارة وعلم ما له من صلاحيات أوردها من وضعوا الدستور بوعي او بدون وعي منهم.

منذ البداية عبر سعيد كونه غير راض عما يحصل وبسرعة فائقة بدأت الخلافات بينه وبين النهضة وكشر عن انيابه تجاهها.

الكثيرون عبروا له كونه يدخل حربا خاسرة مسبقا وان الباجي قائد السبسي بما له من خبرة سياسية وحنكة لم يستطع وقفهم فما بالك بمن ليست له خبرة مطلقا.

لكن سعيد كان له رأي آخر.

ما يعنينا هنا ليس البحث عن وصف الرجل بالذكاء الخارق والدخول في كلام الانشاء فالرجل ذكي وقد أظهر ذلك لكن اهم معطى استغله في صراعه مع النهضة هو اخطاؤها وايضا طول صبره وعدم تسرعه وتركها تغرق لوحدها .

النهضة فقدت خاصة في الاشهر الاخيرة ثقة اغلب التونسيين وفي كل مرة كان الرئيس يبعث اليها برسالة ما وبوضوح تام لكنها لم تكن تهتم لان شيخها هو الذي يقرر.

انذرها بالفصل 80 فضكوا منه.

انذرها بغضب الشعب وان صبره بات ينفد فاستهزؤوا به.

قال ان له منصات صواريخ وهو قادر على تحريكها وقتما شاء فلم يكترثوا.

قال لهم اني اعلم كل شيء بل اكثر مما تتصورون ومجددا ضحكوا واتهموه كونه بائع كلام.

في خضم هذا لا يمكن ان نتصور كون تحركه كان في ال 24 ساعة الاخيرة بل انه كان يعد جيدا لتحركه على اساس ان يكون دستوريا.

النهضة عولت كونها تغلغلت في كل مفاصل الدولة لكن بان جليا كونها لم تكن كذلك بل كانت نمرا من ورق .

ومع اول هبوب للعاصفة انهارت.

احد الخبراء قال ان قيس سعيد عول على معلومات استخباراتية هامة كانت تصله وهذا غير مستبعد فالرجل قال بنفسه كونه يعلم الكثير ويعلم عن اجتماعات الغرف المظلمة وما يدور فيها .

اليوم يبقى السؤال : هل ان الضربة التي تلقتها النهضة وصلت منتهاها ام ان القادم سيكون احلك؟

هذا منوط بتصرفها هي.

محمد عبد المؤمن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى