كواليس السياسة: ضغوط التيار وحركة الشعب تخف والشاهد باق كوزير والغنوشي التقى القروي
بمجرد تكليفه برئاسة الحكومة بدأ الحبيب الجملي مشاورات ماراطونية من اجل التوصل الى “صنع” معادلة متوازنة يخرج من خلالها بتشكيلة حكومية تلقى القبول في المجلس وايضا من النهضة التي ترى نفسها حاليا قد تخلصت من ثقل كبير كان جاثما عليها فهي من ناحية لم تخضع لما اعتبرته ابتزازات اطراف اخرى ومن ناحية اخرى سمت رئيس حكومة ليس منتم اليها لكنه في نهاية المطاف محسوب عليها أي انه من الخارج مستقل ومن الداخل نهضاوي.
الغنوشي والقروي
عقد لقاء الاسبوع الماضي وفق ما لنا من معطيات بين القروي والغنوشي لكنه لم يفضي الى أي تفاهمات بخصوص الحكومة بل اقتصر على الخطوط العريضة وعلى اتفاق في المجلس وهو الذي انتهى بتنصيب الغنوشي رئيسا للبرلمان.
بالنسبة لقلب تونس فقد اعلن كونه سيعقد اجتماعا مهما لقياداته قريبا وعلى الاغلب بداية هذا الاسبوع وبعده سيعلن موقفه من المشاركة في الحكومة لكنه في الحقيقة سيبقى في انتظار ما سيسفر عنه التفاوض مع التيار وحركة الشعب.
التيار وحركة الشعب
بعد الانتقال الى مرحلة التشكيل الفعلي للحكومة وتحول الشراكة في المفاوضات من النهضة الى رئيس حكومة مكلف فان التيار وحركة الشعب بدآ في التخفيف من الشروط حيث انهما يقنعان نفسيهما كون النهضة استجابت لشرطهما الاساسي وهو رئيس حكومة من خارجها وهو ما تم لكن في العمق هم يدركون ان الجملي هو النهضة.
رئيس الحكومة المكلف سيتولى التفاوض مع التيار وحركة الشعب وايضا ائتلاف الكرامة لضمهم جميعا للحكومة وهو يدرك هنا ان امامه خياران اما هؤلاء او قلب تونس خاصة بالنسبة للتيار.
تحيا تونس على الخط
مع تولي الجملي مهمة تشكيل الحكومة دخل حزب تحيا تونس على الخط كطرف يراد له ان يكون شريكا وطرفا فيها حيث ان هناك استعدادا لمنح الحزب وزارة الخارجية للشاهد او زارة اخرى لقيادي آخر على غرار سليم العزابي.
بالتالي فان التوجه الاول هو تكوين حكومة من خمسة اطراف هي النهضة والتيار والائتلاف وحركة الشعب وتحيا تونس.
لكن ان فشل هذا السيناريو فانه سيقع الانتقال الى الثاني أي التوجه نحو قلب تونس الذي ينتظر الاشارة للقدوم .
لكن هل سيستغل القلب الفرصة والوضع حينها ويضع هو الآخر شروطا؟
محمد عبد المؤمن