كواليس السياسة: شق الغنوشي يريد تأجيل المؤتمر والتمديد له…والخلافات بدأت تتصاعد وتيرتها في الحركة
يمكن ان نعتبر ان المرحلة التي تمر بها حركة النهضة حاليا هي الاصعب منذ 2011 فرغم ان فترة “الترويكا” كانت صعبة الا ان الضغوط الخارجية والداخلية حينها زادتها قوة وتماسكا بين قياداتها لانهم كانوا يدركون كون الجميع في مركب واحد ولو غرقت السفينة فسيغرقون معها جميعا.
اليوم الوضع اختلف كليا فما يحصل لا علاقة له بعوامل خارجية بل هي ازمة تحصل في البيت الداخلي للحركة واللاعب الرئيسي فيها رئيسها او شيخها راشد الغنوشي.
قبل يومين صرح القيادي في النهضة وصهر الغنوشي رفيق عبد السلام كون هناك امكانية لتأجيل مؤتمر الحركة وللعلم فان موعده مقرر لسنة 2020 أي بعد اشهر قليلة.
الامر لم يقف هنا بل انه قال ان احتمال التمديد للغنوشي وارد اذا غير القانون الداخلي وللموضوعية فقد قال ايضا انه لا توجد شخصية ازلية في الحركة وان المؤسسات والهياكل فوق الاشخاص.
لكن في أي اتجاه سار وقد قال قولين متناقضين؟
ما يعنينا هو ليس موقفه بل ما يحصل في النهضة ككل .
يمكن ان نعود هنا الى القيادي في الحركة حمدي الزواري الذي علق على رفيق عبد السلام بكون قيادات كثيرة تتحدث منذ فترة عن تأجيل المؤتمر وان هذا الأمر مرفوض مضيفا كون المؤتمر هو استحقاق ديمقراطي مهم جدا.
الزواري هنا يرد على رفيق عبد السلام لا على الفكرة في حد ذاتها لانها طرحت من قبل وهذا باعترافه لكنه لم يعلق ولم يخرج للإعلام ليعبر عن رفضه لها لكن يبدو ان الشيخ بدأ يحصر في الزاوية ولم تعد له تلك الكاريزما التي تمنع انتقاده بل ان الامر تجاوز هذا الى تهجمات كما فعل محمد بن سالم عقب ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية ووصفه بكونه عراب توافقات .
لم يعد هناك مجال لان تنكر قيادات النهضة كون الخلافات داخلها كبيرة وليست مجرد تباين في وجهات النظر وان الغنوشي صار جزءا منها ولم يعد “لجنة التحكيم” كما لم يعد شقه هو الاقوى بل هناك صراع حقيقي على التموقع والسيطرة وهذا طبيعي فالنهضة ليست استثناء في الأحزاب وهي كما تقول حزب مدني وليست حركة كما لم تعد اتجاه اسلامي بالتالي فالغنوشي رئيس الحركة وليس شيخها او مرشدها او اميرها ليأمر فيطاع.
محمد عبد المؤمن