كواليس السياسة/ خلال اجتماع مجلس الشورى: خلاف حاد بين الغنوشي والمكي …قيادات تطالب بإعادة الانتخابات وخروج مشرف للغنوشي من رئاسة الحركة

عندما تحدث رئيس مجلس شورى حركة النهضة بكون الاجتماع 33 لمجلس لم يكن عاديا أصاب لا من ناحية عدد القيادات التي شاركت فيه مثلما اكد فهذا جانب تنظيمي بحت لكن بما حصل خلاله من تطورات واحداث.

يمكن ان نتحدث وفق المعطيات التي لدينا عن ثلاث اتجاهات ظهرت خلال هذا الاجتماع الاول يمثله انصار الغنوشي والثاني موالون وداعمون لعبد اللطيف المكي وتوجهه اما الفريق الثالث فقد حاول مسك العصا من الوسط وايجاد حل توافقي يجمع بين الموقفين.

لا يمكن الحديث هنا عن اختلافات داخل النهضة وتحديدا في مجلس الشورى بل هي خلافات وغضب وتباين كبير في المواقف.

يمكن ان نبدأ بفريق عبد اللطيف المكي الذي بدأ منذ المؤتمر 32 والذي فرض جزءا من مطالبه حينها وبعد الانتخابات ومن اهم داعميه هنا محمد بن سالم.

هذا الشق له توجه واضح وصريح وهو ان تفرض النهضة كلمتها وتصر على موقفها وفق ما خوله لها الدستور ونتائج الانتخابات وتطالب برئاسة الحكومة ولا تقبل في ذلك أي تنازل وتنهي ما تراه مفاوضات عبثية غير مجدية مع التيار وحركة الشعب لأنها مفاوضات للابتزاز وفرض الشروط في حين انهما الطرفين الاضعف ولو لزم الأمر اعادة الانتخابات التشريعية.

هذا الشق لم يرض بما خرج به المجتمعون من نتائج بل ان المكي خرج من الاجتماع غاضبا.

امر آخر ضمن هذا الشق وهو ان انصاره يطرحون اسم عبد اللطيف المكي كرئيس حكومة يرونه قادرا على تنفيذ برنامجها وارضاء قواعدها.

الشق الثاني يمكن ان نعتبره الشق المساند والمدافع عن الغنوشي وهو لا يرى مانعا من بعض التنازلات وان يكون رئيس الحكومة مستقل ومحل ثقة على ان يمنح رئيس الحركة منصب رئيس البرلمان لضمان خروج مشرف له من رئاسة الحركة التي لن يحظى بها مرة اخرى وفق القانون الداخلي للحزب.

بالنسبة لرئيس الحكومة القادم فهذا الشق يرى ضرورة اختيار شخصية بعد التوافق مع بقية الاحزاب واتحاد الشغل ومنظمة الاعراف .

اما الفريق الثالث فقد حاول التهدئة واعطى مجالا لتحرك وذلك بعدم اعلان كون الحركة ستتخلى عن تسمية رئيس حكومة منها في انتظار ضمان حصول الغنوشي على منصب رئيس البرلمان.

ما حصل في مجلس شورى النهضة في دورته ال33 كان تاريخيا كما قال الهاروني في مداخلته لكن من جانب ان الحركة تنتظرها رهانات كثيرة وهي مقبلة على تحولات أي انها ستدخل قريبا مرحلة ما بعد الغنوشي رئيسا لها .

السؤال هنا: هل سيوجد شخصية تملأ مكانه؟

هناك اسماء بدأت تطرح وسنأتي على ذلك في أوانه.

محمد عبد المؤمن

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى