كواليس السياسة: حزب القروي يرى النهضة في موقف ضعف ويبتزها والتيار سيدرس التنازلات المشتركة مع النهضة
من المنتظر ان تبدأ المفاوضات الرسمية حول تشكيل الحكومة قريبا وتحديدا انطلاقا من اعلان الهيئة المستقلة للانتخابات الخميس عن النتائج النهائية للانتخابات التشريعية وبالتالي القائمة النهائية لمجلس نواب الشعب الجديد.من هنا فان سير وطريقة وادارة المفاوضات ستأخذ منحى جديدا وستحصل تغيرات مهمة في المواقف خاصة فيما يتعلق بالتيار والنهضة.
لكن منذ يوم امس دخل حزب قلب تونس على الخط بعد ان شعر كون النهضة في موقف ضعف وعقد سريعا اجتماعا لقياداته وقرر ان يستغل الوضع الجديد وهو ان بإمكانه طرح مسألة المشاركة في الحكومة علنا لا من تحت الطاولة.
هذا التغيير في الموقف جاء بعد ان حوصرت النهضة من كل الجهات وباتت تتعرض لضغوط ليست داخلية فقط بل وخارجية لإضعاف موقفها ودفعها نحو تغيير اسلوب عملها الذي اعلنت عنه بعد ظهور نتائج الانتخابات وهو الاصطفاف في خانة المطاب الثورية.
حزب القروي لم يكتفي بإعلانه كونه مستعد للمشاركة في الحكومة بل اطلق شروطا أي انه تجاوز مسألة الرغبة في المشاركة الى الابتزاز هو الاخر حيث طلب ان يكون رئيس الحكومة من غير النهضة مستقلا وهو ما سماه كفاءة اقتصادية وما لم يقل بين السطور هو من رجالات المنظومة السابقة.
هذا الخطاب يرجعنا الى ما كان يدور من حزب نداء تونس أي ان قلب تونس صار نداء تونس 2 او انه يريد ان يلعب هذا الدور.
بالنسبة للتيار الديمقراطي فهو يدرك كونه رفع كثيرا من سقف مطالبه وهو يدرك ايضا انه قد يدفع بذلك النهضة للبحث عن حلفاء آخرين وما يعنيه هنا ليس عدم المشاركة في الحكومة بل ان يعود سيناريو نداء تونس النهضة والتوافق وبالتالي عودة وجوه النظام السابق للواجهة تحت مسميات كثيرة لكنها واحدة.
ضمن كل هذا فان نقاشات ومفاوضات المرحلة القادمة التي ستكون رسمية ستكون تحت بند رئيسي بين النهضة والتيار وهو التنازلات المتبادلة وهناك امكانية لنجاحها وان لم تكن مهمة سهلة.
محمد عبد المؤمن