كلمة الصباح: نداء تونس وقلب تونس والسيناريو المعاد
عندما تكون نداء تونس كانت البلاد تعيش وضعا صعبا وتمر بحالة استقطاب ثنائي بني على ثنائيات كانت تدور في أساساها على العلمانية أو الحداثة والاسلام السياسي.
فبعد تجربة نتائج انتخابات 2011 وما مر على تونس خلال الثلاث سنوات التي تلتها جعل هذا الحزب يستثمر في الواقع والفشل ويقدم وعودا لم تختلف عن وعود النهضة في 2011 لكنها في غلاف آخر يحمل هوية الحداثة .
النداء في الحقيقة لم يكن الا ماكينة انتخابية ولم يكن له مشروعا اصلا ليدخل به الحكم سوى معاداة النهضة والاسلام السياسي وفي نهاية المطاف فانه تخلى عنه وبالتالي فقد كل اسباب وجوده ومشروعيته عند أنصاره.
النهضة استغلت هذا واستثمرته افضل استثمار وبسرعة تحولت واقعيا الى الحزب الحاكم وبدأ النداء يضعف ويتلاشى شيئا فشيئا حتى انتهى .
اليوم هناك تجربة جديدة .هكذا تسمى .لكنها في الحقيقة نفس السيناريو يعود لكن بوجوه اخرى فالنهضة وقلب تونس اطلقا حملتهما الانتخابية على نقطة رئيسية وهي معاداة بعضهما وصنفا نفسهما في نفس الخانة معتمدين على نفس الثنائية أي الحداثة والمحافظة على الهوية لكن بسرعة كبيرة تركا كل هذا ورميا بكل ما وعدا به من انتخبوهما ودخلا في تحالف يسميانه مرة تفاهم ومرة ضرورة ومرة اكراهات السياسة لكن ما حصل في حقيقته هو نوع من تهميش الناخبين والانصار وعدم الاكتراث لردة فعلهم .
صحيح ان السياسة هي فن التفاوض وفن الممكن وايضا فن التنازل لكن هذا يحصل في التفاصيل لا في المبادئ فما حصل هو ذهاب نحو الاسهل والغاية منه هو المحافظة على المنوال السابق بعقلية في خمس سنوات ستتغير اشياء كثيرة ويمكن ارضاء الناخبين مجددا بحزمة من الوعود هي في نهاية المطاف كلام مرسل وانشائيات .
السؤال هنا: هل هذه الوصفة التي خلطها الغنوشي والقروي ستمر هكذا أي كما مرت خلطة الغنوشي وقائد السبسي سابقا؟
الوضع تغير والعقلية تغيرت وما قبل سابقا يصعب ان يقبل الان.
محمد عبد المؤمن