كلمة الصباح / قيس سعيد: الشعب يصحح مسار الثورة وليس عقابا للأحزاب فقط
يتم التعامل داخليا و خارجيا مع الرئيس الجديد لتونس قيس سعيد كحالة مخصوصة من عدة نواحي.
اولها شكلي أي حصول شخصية على حوالي 75 بالمائة من الاصوات ضمن نظام ديمقراطي أي هي انتخابات نزيهة وشفافة فالعادة جرت في الانظمة العربية ان تجرى انتخابات صورية مزورة ويفوز الرئيس او الجنرال بنسبة تفوق ال90 بالمائة .
أي ان هناك اجماع او شبه اجماع على هذه الشخصية وهذا له اسبابه.
الامر الثاني يتعلق بالفعل في حد ذاته أي ان اغلبية الشعب اختارت شخصية لا امكانيات لها مطلقا ولم تتابع حملتها الانتخابية لأنه فعليا لم تكن هناك حملة انتخابية بالمعنى التقليدي بل تابعت خطابه ونقصد مضمون كلامه وافكاره.
كل هذا نضعه في الاعتبار لكن السؤال المهم هنا: ما الذي حقق لسعيد كل هذه الشعبية وهو لم يقدم برنامجا اقتصاديا واجتماعيا للشعب في حين ان هذا الشعب عاقب الاحزاب لفشلها في هذه الملفات؟
المعطى الاول طرحه الجميع هو ان هناك تصويت عقابي وهو منطقي .
لكن معه هناك عامل آخر اكثر اهمية وهو ان الشعب اختار قيس سعيد ليعيد احياء الثورة ورمزية الثورة أي يمكن ان نعتبرها مد ثوري جديد وتأكيد كون الثورة كانت الاساس ورمزية ال70 بالمائة هنا مهمة جدا لأنها تعني ان الخيار اليوم يكاد يكون جامعا .
الرئيس الجديد هنا هو رمز لإرادة الشعب في اصراره على خوض الحرب ضد الفساد والاقلية التي تحيلت عليه وتريد ان تسرق ثورته او انها توهمت ذلك.
محمد عبد المؤمن