هذه الأطراف ستتحالف مع النهضة في البرلمان لتشكيل حكومة

رغم ان النهضة اطمأنت وسجد رئيسها راشد الغنوشي سجود الشكر لله بعد الحصول على المرتبة الأولى في نتائج الانتخابات التشريعية وفق النتائج الاولية طبعا الا ان “غصرات” الحركة لم تنته بعد .

السبب الأساسي لحالة عدم الراحة والارتياح هذه انها حصدت عدد مقاعد لن يمكنها بمفردها من تشكيل حكومة بل ان كتلتها بعيدة جدا عن العدد المطلوب لتمرير هذه الحكومة وهو 109 نائبا يصوتون عليها بنعم.

من هنا فان المؤكد ان الشخصية التي ستكلفها النهضة بتشكيل الحكومة ان كانت من داخلها ام عصفور نادر آخر لا بد لها من مفاوضات عسيرة وصعبة تهدف الى تكوين تحالف قادر على تمرير الحكومة وايضا مشاريع القوانين والضمان كون هذا التحالف لن يسقط لأي سبب كان أي عدم تفجر خلاف يؤدي لمأزق .

من هنا لا بد من تحديد الاطراف التي هي مستعدة للمشاركة في الائتلاف وايضا الاطراف التي لن تعمد الى عدم التصويت للحكومة حتى وان لم تشارك فيها.

 

مفاوضات صعبة

 

المفاوضات التي ستدخل فيها النهضة ستكون صعبة وعسيرة جدا لان هناك اطرافا لن تقبل بغير المشاركة في الحكم ولن تتوانى عن طلب وزارات معينة او على الاقل عدد محدد.

الطرف الاول هو تحيا تونس فالشاهد والنهضة حلفاء حاليا والمرجح بل شبه المؤكد ان هذا التحالف سيتواصل لكن وفق اسس جديدة فمن ناحية فان النهضة في حاجة لحزب الشاهد لضم طرف يصنف كونه ديمقراطي وسطي ومن الناحية الاخرى فان وضعية الشاهد قد تكون صعبة لو شكل قلب تونس هو الحكومة او كان حزبه خارج السلطة باعتبار ان حزب القروي يتعامل معه بعقلية الثأر والانتقام.

الطرف الثاني هو ائتلاف الكرامة. وهم مستقلون يمينيون يمكن للنهضة التفاهم معهم في العموم لكن في التفاصيل قد يصعب الامر بعض الشيء ومقياس هذا هو ما سيطلبه ائتلاف الكرامة وما سيقدمه من اشخاص لتقلد مناصب قد تكوت وزارية او كتاب دولة او على الاقل مناصب جهوية.

الطرف الثالث هو حزب الشعب والذي لم يعلن موقفه بعد ان كان سيكون في الائتلاف الحاكم ام في المعارضة وعدم الاعلان عن الموقف السلبي مباشرة يمثل اشارة ايجابية للنهضة.

يبقى المستقلون وهؤلاء ليسوا جسما ولا مشروعا واحدا بالتالي فان التفاوض معهم سيكون منفردا أي حالة بحالة لكن في نهاية الامر فان المطلب سيكون دعم الحكومة لكن مقابل ماذا؟

 

التيار الديمقراطي

 

بالنسبة للتيار الديمقراطي فانه اعلن على لسان امينه العام محمد عبو كونه لن يشارك في الحكم ولن يكون طرفا فيه وانه اختار التموقع في المعارضة لكنه اردف ذلك بلفظة البناءة وهي اشارة مهمة ستلتقطها النهضة فالتيار لن يعرقل عمل الحكومة خاصة في الفترة الاولى ويمنحها فرصة ليرى انجازاتها وعملها لكن التيار ستكون له مطالب لعل اهونها انه سيصر على ترأس لجنة المالية التي هي من نصيب المعارضة.

مع هذه الصعوبة في خلق انسجام بين ائتلاف حاكم ومسانديه ولو بعدم التعطيل فان القسم الاخر من البرلمان هو الاخر غير منسجم ونقصد هنا المعارضة .

فالبنسبة لقلب تونس فهو شبه معزول وسيصعب ايجاده لشركاء يحملون نفس الموقف بالتالي فان تشتت الأطراف التي من المفترض ان تكون ائتلافا حاكما هو اهون من التشتت الذي ستكون عليه المعارضة والتي لا يكاد يجمع بينها شيء سوى عدم فوزها في الانتخابات بعدد كاف من المقاعد و”معاداة” النهضة.

لكن مع هذا هناك مسألة اخرى ستبقى عالقة وهي: هل ستتمكن الاطراف التي تتفق على الحكم من جمع التصويت الكافي للتعامل مع الملفات الكبرى على غرار المحكمة الدستورية؟

محمد عبد المؤمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!