قيس سعيد ومؤامرات الغرف المظلمة…أين الحقيقة؟
تونس – الجرأة الأسبوعية :
مازال خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي ادلى به الخميس الماضي يثير الكثير من الجدل ويحرك الاقلام للتحليل .
هذا الخطاب يمكن ان نصفه بكونه الواضح الغامض في القوت نفسه فسعيد وجه الاتهامات مباشرة وحدد التجاوزات والأفعال التي وصفها بالخيانة والمؤامرات لكنه في نفس الوقت لم يصدع بالحقيقة كلها وفضل الصمت عند النقطة الفاصلة وهي من هم؟
هذا الخطاب جاء ردا على ما قيل من سياسيين خلال جلسة مجلس نواب الشعب للتصويت على حكومة المشيشي حيث تمت مهاجمة رئيس الجمهورية واتهامه بكونه قدم للأحزاب او لبعضها على الاقل سيناريو اشبه بالمؤامرة يقضي بسجن الفخفاخ واحداث حالة فراغ بعد اسقاط حكومة المشيشي.
هذا الأمر تحدث حوله رئيس كتلة حركة النهضة نورالدين البحيري وتحدث عنه ايضا رئيس كتلة قلب تونس اسامة الخليفي وايضا تحدث عن اكثر منه رئيس قلب تونس نبيل القروي.
رئيس الجمهورية خصص خطابه للرد بوضوح كبير لكن من دون ذكر الاسماء لكن الاسماء واضحة وجلية.
خلال خطابه ايضا هاجم قيس سعيد شخصية وصفها بالجهل وقال انها لو عادت الى المستوى الابتدائي لرسبت وهنا هو يقصد نبيل القروي وهذا واضح .
القروي تهجم على رئيس الجمهورية عندما لم تتم دعوته لاجتماعه برؤساء الاحزاب الذي تحول الى معضلة أي ان الاتهامات كانت ردة فعل .
من الناحية الاخرى فان هناك شخصية مدحها سعيد من دون ان يسميها ووصفها بكونه من الرجال الذين يصدعون بالحق وهو يعني امين عام حركة الشعب زهير المغزاوي الذي تدخل في جلسة البرلمان ودافع عن الرئيس ونفى بصفة قطعية ان يكون طرح مسألة اسقاط حكومة المشيشي او سجن الياس الفخفاخ.
المؤامرة
خلال خطابه لم يقتصر قيس سعيد على الرد على الاتهامات التي وجهت له خاصة من قبل قيادات في النهضة وقلب تونس وايضا ائتلاف الكرامة بل تجاوز ذلك الى الحديث عن مؤامرات تحاك في الظلام في الغرف المغلقة وقال انه يعلم اكثر مما يتصورن بل اتهم هؤلاء بالخيانة والارتماء في احضان الصهيونية ووعد بكشف الحقيقة لكن في الوقت المناسب.
هنا المشكل .
فالكل صار يطالب رئيس الجمهورية بأن يكشف الحقائق ولا يقتصر كلامه على الاتهامات المرسلة والمطلقة ويحدد من يقصدهم بالاسم والصفة.
عدم حصول هذا ادى الى كثير من التأويلات والقراءات لكن مع حصرها في اتجاه واحد وهو تحالف النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة .
هذا التخالف يمكن ان نطلق عليه تحالف الاضداد فلا مشروع يجمعهم ولا فكر واحد بل الشيء الوحيد الذي وحد بينهم هو المصالح والرغبة في اخذ زمام الأمور من رئيس الجمهورية.
السؤال هنا: هل ان الصراع بين الطرفين بدأ ام انتهى بالموافقة على حكومة المشيشي؟
يظهر ان المعركة الحقيقية بدأت وعلى المشيشي كرئيس حكومة ان يدرك ان ساعة تحديد الموقف ستاتي ان لم يكن غدا فبعد فترة لن تطول.
نشر هذا التقرير في الجرأة الأسبوعية
فريق تحرير الجرأة