قيس سعيد / أمس قالوا له قصر قرطاج هيبة الدولة واليوم …أنت تهرب من ثورة الجياع…

تونس – الجرأة نيوز

المسألة ليست في علاقة بمقر اقامة رئيس الجمهورية فان يقيم في قصر قرطاج او يتخذ منه مكان عمل ويعود الى بيته في المنيهلة فذاك شأن الشخص ذاته.بل ما يلفت الانتباه ان قراره سعيد بعد توليه الرئاسة بعد الاقامة الكاملة مع العائلة في القصر اثار حفيظة المثقفين ورجال الدولة او من يرون انهم هم المثقفون وهم رجال الدولة وهم من يفهمون في كل شيء وعلى الشعب الكريم ان يستمع لكلامهم ويقتدي بهم وينفذ توجهاتهم حرفيا لأنه شعب قاصر بل لا يتورعون بوصفه كونه جاهل ولا يفهم مصلحته وان وظيفتهم ان يوجهوه و” اقروه”.

اليوم لما قرر سعيد الاقامة في قصر قرطاج لأسباب تبدو معلومة قلبت الاسطوانة وتغير الخطاب من ضربت هيبة الدولة بقرارك الاقامة في حيك الشعبي الى انت تمارس الشعبوية بل لا تتورع احدى المثقفات من اللاتي لا يشق لهن غبار في الثقافة والحداثة والفهم والوعي والتي تجعل من نفسها ” المدب متاع شعب كامل” تفهمه ما لا يفهم بوصف الامر بانه هروب من ثورة الجياع .

قد نقبل الامر لو كان الخطاب منسجما مع ذاته أي ان الموقف هو ذاته منذ البداية لكن ان يتغير بتغير الحدث ثم الركوب عليه فهذا هو الاستثمار بعينه للأحداث .

البلاد تمر اليوم بوضع خطير وجماعة  ” لا نريكم الا ما نرى” مشغولون بتصفية الحسابات وتتبع الصغيرة والكبيرة وهذا طبيعي فهم ” فاضين شغل” وليست لهم المشاكل اليومية التي يعالني منها المواطن العادي فليست لهم مشكلة الحصول على السميد او الفرينة او انتظار منحة ال200 دينار من الدولة فهذه ال 200 دينار يشترون بها كتابا من الكتب التي يطالبون المواطن بان يقرأها ويقولون له طالعها حتى تفهم الوضع .

لكن عن أي وضع وما هو الوضع الذي يريدون من المواطن ان يفهمه ؟

المشكلة ليست في قيس سعيد ولا المرزوقي قبله بل في هذه الماكينات التي تعمل وتنسق فيما بينها بشكل كبير وتنسجم في خطاب واحد فجأة تجده في وسائل اعلامهم في كتاباتهم وحديثهم وتحركاتهم

هؤلاء يحمون انفسهم من كورونا بالببقاء في فيلاتهم وقصورهم وشققهم الفاخرة وليسوا مضطرين لشدان الصف من اجل منحة او مساعدة وليسوا في حاجة لكرضونة بها مواد غذائية تأتي اليهم من فاعلي الخير او من الدولة او من جمعية

المواطن في عالم وهم في عالم آخر عالم الكتب التي يطالبون المواطن بأن يقرأها ليفهم وعالم النظريات وايضا عالم التعالي فهم يرون انفسهم في منزلة عليا فهم المثقفون والواعون والذين يقرؤون الكتب بالفرنسية ليفهموا

هؤلاء لا يفهمون ولا يستوعبون ما معنى انت يخاطر رجل او امراة بصحته او حياته من اجل ان يقبض الماندا والمنحة او يدبر شكارة سميد او فرينة لانه لا وجود لمخبزة في منطقته ولا وجود لخبز ولا وجود للمال

تحيلين المواطنين على كتاب ليقرؤوه؟

“هم يقرؤون كتاب حياتي يا عين لحسن لسمر ”

محمد عبد المؤمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!