قوات حفتر تتهاوى والرئيس الجزائري يكشف عن معلومات مهمة حصلت في الكواليس
تونس – الجرأة نيوز : محمد عبد المؤمن
كيف يمكن ان نفهم ما يحصل حاليا في ليبيا دون ربطه بجملة من التطورات حصلت في الاشهر او على الاقل الاسابيع الأخيرة.
من هذه التطورات انسحاب اللواء المتقاعد خليفة حفتر من اجتماع برلين دون الافضاء الى اتفاق رغم انه كان سيحقق له مصالح مهمة أبرزها منحه نوعا من الشرعية الدولية والغطاء السياسي الدولي الذي يفتقده.
لكن بشكل غريب يمكن تفسيره بكونه” غباء سياسي” قرر الانسحاب تاركا قادة الدول الكبرى في قاعة ينتظرون.
مثل هذه التصرفات دأب عليها القذافي سابقا فقد كان يوجه اهانات لدول وزعماء وكان يمزق ميثاق الامم المتحدة في مقر المنظمة الاممية امام كل العالم وقد كان يصيح ” طز في امريكا” وهو نوع من الجنون السياسي له ما بعده.
خليفة حفتر لا يخرج عن هذا السياق فهو صورة مقلدة للقذافي لكن بحلفاء جدد.
السؤال هنا: هل فعلا اكبر داعم لحفتر هي الامارات ولماذا ؟
هناك داعمون لحفتر مثل مصر والسعودية لكن الاكيد ان الامارات هي الداعم الاكبر له عسكريا وماليا واستخباراتيا.
غضب تركيا
بعد بيان من الامارات تنتقد فيه ما تعتبره تدخلا سافرا من تركيا في الشأن الليبي ودعم عسكري للسراج تحركت الديبلوماسية التركية لكن هذه المرة بلغة ولهجة غير ديبلوماسية حيث وجهت ما يمكن ان نعتبره تحذيرا شديدا لأبو ظبي ولكنه هذه المرة صبغ بنوع من التهديد الصريح.
ما يحصل في ليبيا حاليا في وجه من وجوهه صراع بين الامارات وتركيا لكن هل موازين القوة متقاربة؟
بالتاكيد هي ليست كذلك فلا يمكن مقارنة القوة التركية بالإماراتية رغم انه لا يستهان بالثانية لكننا مع انقرة نتحدث عن دولة مصنعة عسكريا وليست مستهلكة وايضا تعتبر القوة الاكبر والاهم في المنطقة الى جانب ايران او هي قبلها.
كل هذا يعود بنا الى الوضع الليبي مباشرة وما يحصل من تطور ات مؤخرا.
اللواء حفتر لا يريد ان يعترف بكونه يتلقى ضربات عسكرية وان قواته تتهاوى في الشرق وان بقاءه قرب طرابلس لم يعد مجديا .
الامر الآخر ان القبائل التي كانت تدعم حفتر بدأت تنتفض من حوله بعد اتخاذه اغبى قرار وهو اعلان نفسه حاكما لليبيا أي الغاء برلمان طبرق الذي كان يمثل شرعيته الوحيدة .
الامر الآخر هو دخوله في خلاف سيتحول الى صراع مع عقيلة صالح رئيس برلمان طبرق وعندما نقول عقيلة صالح والبرلمان فنحن نتحدث عن دعم قبائل الشرق ومن اهمها العبيدات فحفتر يخسر كل هذا .
موقف آخر غريب من حفتر فبعد ان اعلن نفسه زعيما لليبيا يطالب بهدنة ويقول انها بمناسبة شهر رمضان في حين انه في الايام الاولى من الشهر رفض أي هدنة لكن الأغلب ان حلفاءه طلبوا منه ذلك في انتظار وصول الدعم له.
الكثيرون يتساءلون عن اسباب انقلاب الوضع العسكري كليا في ليبيا.
الامر لا يحتاج عناء البحث فمن تسلم دفة المعركة والقيادة هم ضباط اتراك والمستخدم في المعركة اسلحة تركية .
تبون يكشف السر
خلال لقاء اعلامي عقده امس قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بكون بلاده كانت على وشك اعلان مبادرة سياسية كانت ستنجح لحل الوضع في ليبيا لكن فجأة تم رفضها وافشالها من قبل اطراف لم يسمها ترفض ان يكون للجزائر أي دور ويظهر انها لا تريد المصالحة برعاية الجزائر.
الرئيس الجزائري أكد كذلك ان افشال تعيين مبعوث عربي لليبيا جزائري كان لنفس السبب.
تبون واصل قوله كاشفا حقائق كون الجزائر لن تبق مكتوفة الايدي وهم يتقاتلون فيما بينهم وفيروس كورونا ينتشر في ليبيا .
ما يحصل الآن ان ورقة حفتر تحترق والامر منطقي فعامل السن له دوره وايضا تفكيره ولا نستبعد حصول امر ما في المدة القادمة لكن لا نريد ان ندخل في خانة التأويلات لكن هناك حلفاء كثر لحفتر ذاته باتوا يرونه حجر عثرة وانه بات يتصرف بجنون وغباء كبير.