في رسالة مفتوحة لرئيس الحكومة / رئيس مرصد الشفافية العربي الباجي: اجراءاتكم هي قرار بإبادة جماعية للتونسيين : نص الرسالة كاملا

وجه رئيس مرصد الشفافية والحوكمة الرشيدة رسالة مفتوحة الى رئيس الحكومة بشكل رسمي حذر فيها من مغبة تبعات الاجراءات الاخيرة التي اتخذها.

واشار الباجي كون هذه القرارات في ظاهرها انقاذ للتونسيين لكن في حقيقتها تمثل ابادة جماعية لهم.

كما اكد ان هذه القرارات هي تدمير لقطاعات عديدة تضررت وستتضرر اكثر حيث انها اجراءات تمس رزقهم وقوت عيالهم بل وتحكم عليهم بالموت البطيء.

وجاء في الرسالة:

رسالة مفتوحة الى السيد رئيس الحكومة

في وقت تشتد فيه الازمة الاقتصادية و الاجتماعية على كل فئات المجتمع و في ظل جائحة الكورونا  وما خلفته من اضرار في الانفس و في القدرة الشرائية  و في الوقت الذي تستعد فيه الاسر التونسية الى استقبال شهر رمضان المعظم بأبعاده الروحية و  التجارية أقدمت حكومتكم على ” ايهام المواطنين “باتخاذ جملة من القرارات يعلم القاصي و الداني انها قديمة و لم تكن ذات جدوى و فاعلية مطلوبة بقدر ما كانت تخلصا من المسؤولية الاجتماعية للدولة في مواجهة الجائحة

السيد رئيس الحكومة

خرجتم علينا  يوم الأربعاء 7 أفريل  في ندوة صحفية معلنا القرارات التالية :

1-      التشديد على تطبيق وسائل الحماية الفردية و البروتوكول الصحي

2-      منع التجمعات و التظاهرات الخاصة و العامة

3-      غلق الأسواق الأسبوعية

4-      حظر التجول من 7 مساء الى 5 صباحا

5-      دعوة الولاة الى غلق المناطق ذات الانتشار الواسع للفيروس

6-      تطبيق توقيت العمل لشهر رمضان بداية من يوم 12 افريل

هذه القرارات جاءت بعد البلاغ الصادر عن اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا يوم السبت 3 أفريل  2021 و العرض الذي  قدمته المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة و الذي يبرز بما لا يدع مجالا للشك التدهور الملحوظ في المؤشرات نذكر منها:

  – معدل الإيجابية (22.9٪) ومعدل التكاثر الزمني لسارس كوف-2 بمستوى أعلى من 1،

  –  تصنيف 17 ولاية و95 معتمدية ذات مستوى اختطار “مرتفع إلى مرتفع للغاية”،

  –  زيادة عدد المرضى في الأقسام الطبية والإنعاش بالمستشفيات،

 –  ارتفاع من جديد لعدد الوفيات الأسبوعية المرتبطة بـكوفيد-19 ومعدل وفيات إجمالي يساوي 75.3 لكل 100.000 نسمة،

 –  نسبة متزايدة في حالات مشتبهة للسلالة البريطانية وتأكد فعلي من انتشارها محليا.

و نذكّر بما خلص اليه البلاغ “تعتبر اللجنة العلمية أن الحالة الوبائية خطيرة وبالتالي تقدمت إلى السيد وزير الصحة بتوصيات تتماشى وخطورة الوضعية الحالية”

تأسيسا على مورد في البلاغ  فإن القرارات التي نفضتم من جديد الغبار عليها لا تعدو ان تكون “قرار رسمي من حكومتكم بالإبادة الجماعية للتونسيين ليس فقط بتعريض صحة أبناء تونس الى الموت المحقق بل و أيضا باستهداف قطاعات و فئات في ارزاقها دون تقديم بدائل واضحة  و إجراءات عملية فورية تجعلهم مطمئنين على قوتهم و قوت عيالهم

السيد رئيس الحكومة:

لقد اطلقتم على التونسيين وحشا ضاريا “الكوفيد بسلالاته” و جلستم تنظرون اليهم يصارعون الموت في كل خطوة فلا يعرف الغادي منهم هل يعود محملا بالخير لأسرته ام يحمل اليهم معه الوباء؟ و زدتم بأن تركتم أكثر من 2 مليون و 215 الف تلميذ و تلميذة يعانون الخوف و الفزع و المتأكد لديكم انهم عرضة للإصابة مثلهم مثل باقي افراد المجتمع فلم تأخذوا بعين الاعتبار ان فيهم من لم تكتمل مناعته و انه في افضل الحالات قد يتحول الى حامل سلبي للفيروس . كما لم تأخذوا بعين الاعتبار العاملين في المؤسسات التعليمية (معلمون / أساتذة/ قيمون/ عملة/ اداريون) و العدد المرتفع لهم و ما يعانيه اغلبهم من أمراض مزمنة وما قد يلحقهم في ظل عجز الدولة عن تأمين منظومة البروتوكول الصحي في المؤسسات التربوية

و في المقابل دمرتم عن سابق إصرار و ترصد حياة اسر تنتظر بفارغ الصبر شهر رمضان بغرض الارتزاق فكيف لكم ان تقطعوا ارزاقهم بإعلان الحجر من الساعة السابعة؟ ماذا يفعل بعض الحرفيين (على سبيل الذكر لا الحصر) من باعة “المخارق و الزلابية ” و باعة الكسرة او خبز الطابونة  و أصحاب المطاعم الذين يفتحون وقت الإفطار لمن هو بعيد عن عائلته او يعيش وحيدا او من تقطعت به السبل بسبب سفر او مرافقة قريب مريض؟؟ماذا يفعل “الصنّاع” في المقاهي و أصحابها يعانون منذ ما يزيد عن سنة من الاغلاق ؟ من أين ستقتات أسرهم ؟ اتراهم ينتظرون احسانا من الدولة نعلم جميعا انه لن يأتي و ان أتى فلمجموعة قليلة و بصفة متأخرة؟؟؟

السيد رئيس الحكومة: حق الحياة حق مقدس و حماية الأرواح مسبق على المصالح المادية و التوازنات الكبرى للدولة و انما كانت الدولة لتأمين حياة الناس و تنظيمها لا لهدمها و تخريبها لذلك فان مرصد الشفافية و الحوكمة الرشيدة يؤكد رفضه لهذه القرارات الاعتباطية و يدعو الى مراجعتها و تنفيذ حجر صحي لمدة عشرة أيام حماية لابنائنا التلاميذ و اسرهم و عائلاتهم و حفاظا على الرصيد الاستراتيجي لتونس من رأس المال البشري السيالة. و يطالب بمراجعة توقيت الحجر و تأخيره بمقدار ساعة بعد الإفطار كما يطالب بالسماح لاصحاب المقاهي و المطاعم بالعمل بنصف طاقة عملها في الظروف العادية على ان لا يقتصر ارتياد المقاهي على المقاهي المجاورة لمحلات السكنى و في نفس الحومة التي يقيم فيها الساكن

السيد رئيس الحكومة ليس مقبولا ان تكون الأفضلية و الاستثناء للفضاءات الكبرى على حساب عامة التونسيين و لن يكون مقبولا التلاعب بارواح التوانسة و القاء المسؤولية على المواطنين بحجة عدم استجابتهم و التزامهم بالإجراءات الصحية و لن يقبل منكم اعلاء مصلحة أصحاب المال و الاعمال على حساب تونسنا شبابا شيبا و أطفالا

الرئيس

العربي الباحي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!