فوزي عبد الرحمان : الرئيس يصطدم كل يوم بحدود إمكانياته الفكرية و السياسية و الإقتصادية
كتب فوزي عبد الرحمان
نعم، يصطدم رئيس الدولة كل يوم بحدود إمكانياته الفكرية و السياسية و الإقتصادية بواقع لا يفهمه و لا يفهم منه إلا الفساد و المناوئة و الخيانة.
تسيير الدولة يحتاج إلى قدر كبير من العقلانية غير المتوفرة في خطابات الرئيس و تدخلاته مع الأسف. جل كلامه على «هم» الفاسدون و المناوئون و المضاربون و المحتكرون و الخونة و مجوعو الشعب و سراق خيراته. و حتى عندما يتكلم مع قيادات أجنبية لا يتكلم إلا على عذه الشريحة المارقة من المجتمع.
الرئيس لا يتكلم على كل أولئك الذين يشتغلون بجد و الذين يدرسون و يتفوقون بإجتهاد و الذين يبعثون في مشاريع تخلق الثروة، هو لا يتحدث على الحزء المضيء في المجتمع التونسي بطاقاته من كل الأعمار و الأجيال و التي تتصارع كل يوم مع دولة نسيت دورها و منظومة لم تعد تستجيب لأي من حاجياتها. بعض مريدي الرئيس يرددون أنه لا بد من القضاء على المنظومة أولا قبل بناء منظومة جديدة.
رئيس الدولة يجيد خطاب الهدم و هو لا يجيد الهدم نفسه و هو لا يجيد البناء لانه ليس رجل بناء و لا يمتلك قدرات رجال الدولة للبناء.
رئيس الدولة يتحدث عن مفاهيم جديدة و مضامين مبتكرة و مقاربات لم يصل إليها السابقون و لا اللاحقون.. و لكنه في الواقع يكشف يوما بعد يوم و كل يوم أنه ليس له أي برنامج للبلاد و للشعب. خطابات جوفاء شعبوية ليس وراءها أي مضمون يذكر. هل تكلم الرئيس يوما على أهمية الجهد و العمل و المبادرة و الإبتكار و تنافسية الإقتصاد التونسي في العالم؟
نصّب الرئيس حكومة منذ 11 أكتوبر حكومة من المستقلين و الجامعيين و الإداريين ترؤسهم سيدة من كوادر وزارة التعليم العالي و بالمرسوم 117 هي تطبق مشروع الرئيس و هي مسؤولة أمامه. لم تتحصل السيدة على برنامج الرئيس و قدمت أولوياتها الخمس كعناوين كبيرة من غير محتوى ثم طلبت من وزرائها برنامح عمل لكل وزارة ليكون برنامح الحكومة. و هذا هو عنوان يعني غياب أي مشروع و أي برنامج حكم. و لقد رأينا ذلك سابقا للتذكير فقط و لن تكون النتائج مغايرة لما كانت عليه.
يفتقد رئيس الدولة لبرنامج إجتماعي و إقتصادي للبلاد. مشروع الصلح الجزائي خارح عن منطق الدولة، مشروع الشركات الأهلية لا تستطيع ان تكون حلا مستقبليا مستديما لاقتصاد عصري و تنافسي، فكرة البناء القاعدي (و لو أنه لم يتكلم عليها منذ توليه الرئاسة) ليست الا مشروعا أثبت فشله نظريا و عمليا و ليس له من هدف إلا تفكيك الدولة.
حبل الشعبوية قصير لأن الراي العام بدأ يدرك شيئا فشيئا فراغ الخطاب من كل مضمون بناء مشترك و عدم القدرة على المرور إلى الفعل و العمل الجاد و المنتج حتى في العناوين التي إختارها سواء في مقاومة الفساد بأنواعه.
قيس سعيد رئيس الدولة دخل في صراع مع القوى الحية و الوطنية في البلاد.. و هو لا يدرك أن الصراع مع القوى الإقليمية و الدولية يحتاج إلى جبهة داخلية صلبة و متماسكة ووحدة وطنية صمّاء للتغلب على صعاب المرحلة.
هو يريد الحكم و السلطة بدون أي مشروع يذكر.
لك الحكم يا سيدي الرئيس. فأحكم.