فترة الفخفاخ: حكومة مستقلين بوجوه حزبية
رغم التوصل الى اعلان تشكيل الحكومة مساء اليوم وانفراج الأزمة الا ان هذا لا يعني ان المسألة حلت بالكامل لعدة اسباب .
اولها ان هذه الحكومة ستمرر بالاكراهات والاضطرار فاغلب الاحزاب لم يكن لها من مفر وخيار الا القبول بها وهذا ما كان يدركه الياس الفخفاخ واضعا في اعتباره انه يتحرك من موقع قوة كون الجميع لا يريد اعادة الانتخابات.
هذا الموقف كان من الممكن ان يخسره لولا تدخل رئيس الجمهورية قيس سعيد معه بقوة ومساندته وفصل الأمر حيث كان الفصل 89 هو الذي جمح به ” تمرد” الاحزاب وخاصة النهضة وقلب تونس.
الامر الثاني ان هناك غيابا للانسجام بين الاحزاب المكونة للحكومة وخاصة حركة الشعب والتيار من جهة والنهضة من جهة اخرى .
الامر الثالث ان الفخفاخ لم يلبي مطالب الحزب الاول في البرلمان ولم يقدم له جديدا بعد مطالبته بتغييرات في الحكومة بل كل ما فعله هو اعادة خلط الاوراق من جديد.
الامر الاخر ان هذه الحكومة يغلب عليها المستقلون خاصة في الوزارات السيادية لذلك يمكن ان نعتبرها حكومة مستقلين بوجوه حزبية.
مسألة الحكم على الحكومة ورئيسها مازال باكرا ومع الوقت سيتوضح اتجاهها وبوصلتها هل فعلا ستكون حكومة بناء ام شعارات كسابقتها خاصة في الملفات الحارقة: المقدرة الشرائية للمواطن و مقاومة الفساد والنهوض بالاقتصاد .
محمد عبد المؤمن