فاجعة بولعابة: حزن يخيّم على المدرسة وكلمات وداع مؤثرة بإمضاء التلاميذ

لا تزال الفاجعة التي راحت ضحيتها خمس معلمات بمنطقة بولعابة من ولاية القصرين الثلاثاء الماضي حديث الشارع والرأي العام. ولم تنقشع سحابة الحزن التي ارتسمت في مدرسة وادي الرشح منذ أيام، لترافق مشاعر الأسى تلاميذ المدرسة وعمالها وإطارها التربوي داخل الفصل وخارجه.

ويستحضر التلاميذ، الذين حبّروا رسائل وداع لمربياتهم على جدران وأبواب قاعات الدرس، ذكرى جمعتهم بالمعلمات الفقيدات، وكأنهم لم يستوعبوا بعد الرحيل الأبدي.

وتستحضر التلميذة أحلام  آخر فرض كلفت به من قبل معلمتها سويعات قبل رحيلها، لتؤكد على أنها ستختار طريق العلم وفاءً لذكرى شهيدات الواجب.

وشدد التلميذ علاء على أنه لا يصدق خبر وفاة  معلماته إلى الآن، رغم مرور 4 أيام على حدوث فاجعة رحيلهم النهائي.

هول الفاجعة لم يلق بظلاله على التلاميذ فحسب، بل طال المعلمين والعملة الذين صرّحوا بأن تراجيديا رحيل الفقيدات يلاحقهم في مدرسة وادي الرشح ومنجزهم من معلقات النحو والصرف والتعبير  التي علقت على جدران الفصول يذكرهم بقصص مناضلات قضين حياتهن القصيرة من أجل قضية وهدف يتمحور في تكوين أجيال من الناشئة القادرة على نفع مجتمعهم.

أسماء شهيدات الواجب كُتبت في الساحة وعلى السور وداخل أقسام المدرسة التي زينوها بأيديهم بداية العام فلم يُكتب لهم إقامة حفل نهاية السنة كما تعودوا مع تلاميذهم، فالفاجعة سبقت الفرح لكنها ذكّرت بأثر مربيات يقطعن كيلومترات عديدة من أجل القيام بواجبهن فتعرفنا على نضالهن اليومي بعد وفاتهن، لتثبت الفاجعة رغم حزنها، أن الإنسان هو ما يتركه من أثر بعد رحيله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى