عدنان منصر: عبير موسي هي الحمى التي تلي التعفن

كتب عدنان منصر تدوينة على الفيسبوك  ابدى فيها موقفه من الازمة الحاصلة حاليا في البرلمان والمتمثلة في تعطيله من قبل حزب عبير موسي حيث قال:

البرلمان أحد ملاعب الديمقراطية الأساسية. تعطيله بأي داع هو تعطيل للديمقراطية. هل المشكل في توجس رئيس البرلمان من تطبيق النظام الداخلي ضد من يعطل أعمال المجلس؟ المشكل في نظري أعمق. عبير ليست سوى الحمى التي تلي التعفن، وليست سبب التعفن. التعفن كان قبل أن تأتي، وهي مجرد تعبيرة عنه. عبير ليست ديمقراطية، نعم. عبير تستفيد من مؤسسات الديمقراطية لتلغيم الديمقراطية، نعم. ويكفي كل ذلك، بمقاييس الديمقراطية، لتكون مدانة. لكن ماذا إن كانت تلك “الديمقراطية”، وملعبها الأساسي، هما الذي ينبغي علاجهما؟

الإستفراد بالموقع، المناورة، تسفيه الآخرين، شتم المخالفين، صم الآذان عن رغبات ومطالب الناس، تعطيل بلاد كاملة عن تحقيق أساسيات أهدافها لغايات حزبية، خدمة المتنفذين، التآمر مع المفسدين، التشريع لنهب المال العام… وكل ترسانة الممارسات اليومية الأخرى، ليست احتكارا لعبير، بل ممارسة معترفا بها، تشرع من أجلها القوانين، وتؤسس من أجلها الهياك

التعفن اليوم هو في تلك “الديمقراطية”، في ملاعبها، ومؤسساتها، وشخوصها… عبير ليست سوى الحمى. لعلها تكون حمى النزع الأخير، التي لا تداويها ما يتداوله الناس من مسكنات التطبب الذاتي… وأن ماهو مطلوب أكثر بكثير من مجرد طرد رئيس المجلس لعبير. “الديمقراطية” معطلة قبل عبير، لأنها ديمقراطية نسيت في الغالب ما جعلت لأجله…. عبير مدانة، لكن تلك “الديمقراطية” بالذات، كما يمارسها كثير من الآخرين أيضا، مدانة أكثر من عبير !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى