عبد الوهاب الهاني: الرئيس أقر بوضوح بفقدان المُبادرة واحتمال إلغاء أو تأجيل القمة الفرنكوفونيّة

اعتبر رئيس حزب المجد اليوم الاثنين 11 أكتوبر 2021 أن ما صدر عن رئيس الجمهورية قيس سعيد إقرار واضح بفقدان المُبادرة التُّونسيَّة وباحتمال إلغاء أو تأجيل أو نقل المؤتمر الثَّامن عشر للفرنكوفونيَّة المزمع عقده في 21 و22 نوفمبر في جربة، بالتَّزامن مع إحياء الذِّكرى الخمسين لتأسيس المُنظَّمة والذِّكرى العشرين لرحيل الزَّعيم الحبيب بورقيبة أحد الآباء المُؤسِّسين لمنظَّمة الفرنكوفونيَّة.

وقال الهاني في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك إن «الإشكال ليس في الإعداد المادِّي واللُّوجستي ولا في ترحاب أهل جربة ولا في القُدرات التَّنظيميَّة التُّونسيَّة ولا حتَّى في تعيين قريب المُمثِّل الخاص السَّابق للرَّئيس الرَّاحل باجي قائد السِّبسي لدى الفرنكوفونيَّة عضوا في حكومة بودن بن رمضان وزيرا للدِّفاع، بل في الأزمة السِّياسيَّة المَحلِّيَّة التُّونسيَّة وتراكم الأزمات السِّياسيَّة والانقلابات وتغيير الأنظمة بالقُوَّة في الفضاء الفرنكوفوني».

وأضاف الهاني» المُؤتمر لن يتمَّ في ظلِّ الأزمة السِّياسيَّة الَّتي تعيشها تونس، وإن تمَّ فسيكون بحُضور بَخْسٍ ضعيف، وسيكون فرصة لمُعارضي التَّدابير الاستثنائيَّة الَّتي اتَّخذها رئيس الجمهوريَّة يوم 25 جويلية وفصَّلها لاحقا في الأمر 117 المُثير للجدل لتبيان تناقُضها مع «إعلان وبرنامج عمل باماكو» لمنظَّمة الفرنكوفونيَّة لبناء الفضاء الدِّيمقراطي ودولة القانون والَّذي أقرَّته كل الدُّول الأعضاء سنة 2006 بما في ذلك تونس، باستثناء الفيتنام، ليصبح نوعا من دستور المُنظَّمة «.

وأكد الهاني أنَّ الأمينة العامَّة للمُنظَّمة الَّتي زارت تونس الجمعة الفارط 8 أكتوبر ولم تنشر إلى حد الآن وبعد 27 ساعة أيَّ بلاغ عن استقبالها من طرف رئيس الدَّولة في قصر قرطاج، وهو ما يُؤشِّرُ للتَّشاور مع الدُّول الأطراف في المُنظَّمة، وبالأخص بعد أن دعا الأمين العام الشَّرفي إلى تأجيل القمَّة ونقلها من جربة بسبب الأزمة السِّياسيَّة و»تعطيل المُؤسَّسات الدِّيمقراطيَّة» حسب مقال رأي نشره على أعمدة لودوفوار الكنديّة «.

واعتبر الهاني في ذات التدوينة أن « تونس ليست في حاجة لهاته القمَّة الآن ولا ضَيْر لنا في طلب تأجيلها كدولة مُنظِّمة ومُؤسِّسة، بل من يحتاجُها في هذا التَّوقيت بالذَّات هو الرَّئيس ماكرون لأنَّها الفُرصة الأخيرة المُتاحة في الرُّوزنامة الدُّوليَّة لتقديم تصوُّراته وبرامجه في ملفَّات السِّياسة الدُّوليَّة، بعد أن أضاع فرصة الجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة، وبعد أن تتالت المصاعب في ملفَّات السِّياسة الخارجيَّة الفرنسيَّة، منذ أزمة إلغاء صفقة الغوَّاصات الفرنسيّة مع أستراليا لفائدة التِّكنولوجيا والشَّراكة الاستراتيجيَّة الأمريكيَّة البريطانيَّة وإقصاء فرنسا من توازنات منطقة المُحيطيْن الهادي والهندي، والأزمات مع الجزائر، والأزمة مع مالي، والأزمة مع المغرب، وأزمة الهجرة والبحار مع بريطانيا، وغيرها من الصُّعوبات الفرنسيَّة «.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى