عبد الكريم صحابو : اطلالة موجعة لموسيقار صنع مجد الاغنية التونسية
“عبد الكريم صحابو ملحن ملأ الصفحات الاولى للجرائد والمجلات في الثمانينات… كان مطلوبا صحفيا اكثر من الذين غنّوا له كان فعلا النجم وهذا وجه الحقيقة في مسألة الابداع… فالملحن هو المبدع والخلاق الحقيقي والمطرب هو مجرد مردد كما قال الفنان وديع الصافي عن فيروز والرحابنة، قال الرحابنة هم المبدعون وفيروز هي مجرد مرددة..
الجمهور والنقاد في تونس فهموا وقتها ان عبد الكريم صحابو هو المبدع لأنه ادرك ان هذا الملحن كلما قدّم اغنية مع صوت من الاصوات التونسية إلا وكانت حدثا … ولمن خانتهم الذاكرة نذكرهم ب «همس الموج» مع منية البجاوي، «شمس النهار» مع نجاة عطية، «غدّار» مع الشاذلي الحاجي «ياناس ماتلوموا قلبي» مع عبد الوهاب الحناشي.. والقائمة تطول… وله نحصى ما يزيد عن 170 عملا فنيا بين اغنية وجينيريك وموسيقى تصويرية وبعد غياب طويل عن الساحة عاد مع مهرجان الاغنية بصفته مديرا لدورة 2001 لكنه سرعان ما عاد الى معهده للموسيقى مجددا العهد مع الغياب…
عبد الكريم صحابو من القامات الموسيقية التي غاب ابداعها عن الساحة الفنية خيّرت العزلة و الابتعاد على الاضواء …هو عميد الاغنية التونسية و احد اساطيرها تناسته العيون و عاد من جديد في ظهور له من خلال اطلالة في زيارة لنقابة النفانين الى بيته فكانت الصور موجعة لفذ موسيقي نحل جسمه و بدت عليه ملامح النحافة و مرور الزمن …
و مع ذلك ظل عبد الكريم صحابو على ما صنعوه من مجد للاغنية التونسية و رغم تقدم الزمن دون تكريم او وسام استحقاق او مهرجان باسمه يخلد له التاريخ يحتفي به وهو على قيد الحياة