عبد الحميد الجلاصي يوجه اتهامات خطيرة للنهضة و«يفرك الرمانة»

تونس – الجرأة نيوز/ محمد عبد المؤمن

كانت العادة من قبل أغلب من استقالوا من حركة النهضة انهم يمتنعون عن الحديث لوسائل الاعلام تحت شعار ترك الخلافات الداخلية للحركة فيها وعدم اخراجها للعلن.

عبد الحميد الجلاصي خرج عن هذه القاعدة بل انه رد على الرسالة التي وجهتها له النهضة بكونها ستعمل كي يغير موقفه ويسحب استقالته بتصعيد اكبر ما يعني انه حسم امره وخرج ولم يعد يفكر في الرجوع.

استمعنا اليوم الى ما قاله الجلاصي اذاعيا ومنه سنستقي جملة مما قاله لكننا سنربطه بمواقف اخرى قالها او دعا لها هو او .

ما قاله يمكن ان نورده في جملة من النقاط:

*الانسحاب جاء للحفاظ على اربعة عقود من النضال ووفاء لدماء شهداء وجرحى الثورة وحتى لا يدخل في خصومات.

هذا القول لا بد من فهمه . لماذا يعتبر ان البقاء في النهضة هو عدم وفاء لدماء الشهداء ان لم نقل خيانة لهذه الدماء وهو المصطلح الذي لم يستخدمه؟

ثم ماذا يقصد بقوله حتى لا ادخل في خلافات وهو يقصد صراعات لان طبيعة ما يحصل يتجاوز الخلافات؟
الأمر يمكن ربطه هنا بطبيعة التسيير في داخل النهضة اليوم وما نعنيه وهو ما يراه ان قلة صارت تفرض آراءها وتوجهاتها محكومة بهدف واحد وهو البقاء في السلطة ونقصد هنا رئيس الحركة راشد الغنوشي وبطانته.

*قال انه خرج ليتجنب معركة كبيرة مثلما حصلت في نداء تونس عام 2015.
هنا علينا ان نعود الى معركة نداء تونس فقد كانت اساسا من اجل التموقع في الحزب ومن اجل المصالح والغنيمة.
هذا الامر صرح به حرفيا في حواره أي ان النهضة باتت غنائمية ان صحت العبارة .

*لم يعد في النهضة شيء من القيم التي ناضلنا من اجلها طوال 40 سنة وصارت حركة اسلامية في شكل حزب .
هذا الكلام وان كان خطيرا الا انه وصف دقيق للوضع وهذا يرجعنا الى ما تقرر في المؤتمرين التاسع وخاصة العاشر بمعنى ان ما طرح لم يكن الا الظاهر.

*52 مقعدا في البرلمان لم يكن انتصارا بل تجنبا للهزيمة وقد كان الاولى فتح حوار لكنه لم يحصل.
السؤال هنا : من منع الحوار ولماذا؟

*عن الغنوشي قال انه يحبه ويحترمه لكن لا يوجد رئيس يحكم 50 عاما.
هنا مربط الفرس فالأزمات التي تحصل في النهضة سببها غياب الديمقراطية الحقيقية وسيطرة الفرد والقلة.
وهو ما فسره فيما بعد فبقاء الغنوشي في الرئاسة منذ 1969 يصنع بلاطا من المتسلقين وولاء لشخصه وهو ما يمكن ان ينتج فساد سياسيا وسوء تصرف.

*قيادات النهضة تعاملوا مع الدولة بمنطق الغنيمة بطريقة رديئة.
هذا من اخطر ما قاله وهي تهمة قيلت من خارج النهضة لكنها اليوم تقال من داخلها .

مشروع جديد

في آخر الحوار معه على موزاييك قال الجلاصي بانه سيطلق حوارا وطنيا لبعث مشروع سايسي لان الاحزاب الهرمية انتهت.
هذا الكلام ليس بجديد فقد سمعنا مثله من قبل وان كان الالتقاء غير مقصود ونقصد مشروع قيس سعيد ورضا لينين.
السؤال الأهم هنا هو: ماذا بعد استقالة الجلاصي ؟
بالتأكيد فان ماكينة النهضة الرسمية قد تنتقل الى الوجه الثاني بعد اليأس من عودته عن قراره وكالعادة ستحول هذه الاستقالة الى امر غير مهم او هكذا سيصور الامر لكن لا اطن ان هذا التمشي سينجح مجددا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى