«طيبوربومينوس» أول مقهى ثقافي بطبربة: حلم يتحول الى واقع

في ركن من شارع بطبربة اختار الشابان، فخر الدين الجلاصي وعلي الفرشيشي، الاستثمار في غذاء الروح وحولا احدى البنايات القديمة الى مقهى ثقافي تستلهم أنشطته من تاريخ وتراث المنطقة ويحمل اسمها التاريخي “طيبوربومينوس”.
هذا الفضاء الثقافي يعتبر، حسب باعثه، علي الفرشيشي، الاول من نوعه على مستوى ولاية منوبة، تم افتتاحه، مساء أمس الأحد، بحضور عدد من الشباب وناشطي المجتمع المدني، الذين أقبلوا لإكتشاف مكان خارج عن المألوف “لطالما كان ضالتهم” للتعبير عن همومهم بطرق إبداعية مختلفة ولتلبية حاجة لم يجدوها في بقية المقاهي، التي غزت جميع المدن والاحياء.
“طيبوربومينوس” حلم تحول الى واقع والتحفة الفنية، التي جمعت بين أصالة التزويق وعمق المحتوى الثقافي والفني، سعا باعثاه إلى أن يكون ثقافيا متعدد الانشطة عبر تخصيص طابقه السفلي (جاهز مبدئيا) للخدمات المعتادة للمقاهي وسط تزويق مختلف في ظل وجود معرض وثائقي يحاكي تاريخ المدينة الضارب في القدم ومختلف المحطات الحضارية، التي تعاقبت عليها، من الحضارة البربرية والبونية والرومانية والعربية فالاندلسية.
كما زينت الجدران رفوف ضمت مجموعة من الكتب والروايات والموسوعات المصنفة لتكون نواة مكتبة للمطالعة في إطار برنامج تونس تقرأ ستوضع على ذمة أحباء المطالعة والقراءة، الذين خصص لهم فضاء داخلي فضلا عن مدخل المقهى الثقافي.
واكد، فخر الدين الجلاصي، ل(وات) أنّ المشروع كان تحديّا كبيرا في منطقة تضم أكثر من 40 مقهى “أردناه منارة ثقافية مطلة على الجانب المهمّش من تاريخ المنطقة وثراء موروثها التاريخي والحضاري ومنصة على ذمة الشباب والكهول من الجنسين يستمتعون فيها بالمطالعة وبحيز من الهدوء”.
وأضاف أن المقهى الثقافي يضم طابقا علويّا سيكون رواقا للفنون لتنظيم المعارض الفنية ولاحتضان الانشطة الفنية والمبادرات الابداعية ولإقامة الفعاليات الثقافية المختلفة وسيكون على ذمة المثقفين بالمنطقة التي تفتقر لمثل هذه الفضاءات المحفزة على الابداع.
وعبر عدد من الشباب في الجهة والناشطين ضمن المجتمع المدني عن حاجة المنطقة الى انعاش الفضاءات الثقافية بها على غرار المقاهي الثقافية التي يمكن ان تصبح وسيطا بين شباب متعطش للثقافة والفكر والفن وبين أهل الثقافة الراغبين في الاطلاع على صدى ابداعاتهم لدى الاهالي.