“مواجهة” بين الغنوشي وقيس سعيد… والفخفاخ مطالب بالحسم

بعد ام امتنعت حركة النهضة عن حضور اجتماع السبت الماضي والذي كان مخصصا للإمضاء على مذكرة التعاقد الحكومي بين احزاب الائتلاف الذي كان يفترض ان تتكون منه الحكومة وجد الفخفاخ نفسه في موقف لا يحسد عليه.

فبعد الاجتماع بيوم عقدت النهضة اجتماعا لمكتبها التنفيذي واعلنت فيه تمسكها بما تسميه حزاما سياسيا واسعا للحكومة التي تريدها حكومة وحدة وطنية.

هذا الحزام استكمل كل مكوناته خاصة بعد ان اكد رئيس الحكومة المكلف كونه سيدعو حزبي آفاق ومشروع تونس للانضمام للمفاوضات لكن حتى هذا لم يرض النهضة التي تصر على دعوة قلب تونس والا فان هذا الحزام سيبقى ناقصا.

هذا الموقف اثار استغراب الكثيرين حتى من قواعد النهضة بل ان قيادات في النهضة تعارضه لكنها مغلوبة على امرها لان القرار وكما ثبت هو بيد الغنوشي وحده .

فعندما قرر الغنوشي الغياب عن اجتماع السبت لم ترسل الحركة شخصية اخرى للإمضاء بدلا عنه باسم الحركة بل ظهر كونه الشخص الوحيد في الحركة الذي يمكنه الامضاء على القرارات.

موقف النهضة هذا يتعارض كليا مع موقف الياس الفخفاخ الذي التزم بكونه لن يشرك طرفين هما الدستوري الحر وهذا تقبله النهضة فهي في عداوة معه ومع عبير موسي والثاني قلب تونس وهذا ما لا تقبل به النهضة لان هناك اتفاق ما مع هذا الحزب او بالأصح بين الغنوشي “نجم” الصفقات ونبيل القروي .

موقف الفخفاخ هذا هو نفسه موقف رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي اختار رئيس حكومة على هذا الاساس.

من هنا فان ما يظهر كونه خلاف بين الغنوشي والفخفاخ هو في الحقيقة خلاف بين الغنوشي وقيس سعيد والامر يمكن تفسيره بكون شيخ الحركة التي تحكم منذ 2011 يخشى تهميش حزبه لو تكونت حكومة وفق توجهات الرئيس وقناعاته.

هذا الوضع جعل من الفخفاخ في وضعية صعبة فهو وجد نفسه بين طرفين رئيسيين لمرور الحكومة هما النهضة التي تمتلك اكبر كتلة في البرلمان ورئيس الجمهورية الذي يمتلك اكبر قاعدة شعبية وبالتالي الشرعية الانتخابية .

محمد عبد المؤمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!