صدق او لا تصدق: شبكات دعارة لممارسة الجنس بين الرجال في تونس

تونس – الجرأة الأسبوعية :

بسبب التغيرات الكبيرة التي حصلت في المجتمع التونسي بعد الثورة فان الكثير من الملفات والمواضيع التي كان مسكوتا عنها خرجت من القمقم وبدأت تتكشف.
من بين هذه المواضيع التي ينحصر الحديث حولها في زاوية نقل قضايا وحوادث هي المثلية او جنس الرجال فيما بينهم او اللواط وهي تسمية غير علمية.
هذا السلوك يعتبره الرأي العام سلوكا مرضيا بينما يراه المختصون في علم الاجتماع وعلم النفس مجرد ميول لا علاقة لها بالمرض.
منظمة الصحة العالمية فصلت في الامر واقرت كون المثلية ليست مرضا بل هي سلوك واختيار.
في تونس يعتبر هذا الملف من بين اعقد الملفات التي يمكن ان تطرح لأن المجتمع لا يتقبلها رغم انها موجودة لكن في السنوات الاخيرة بدأ الحديث حولها في وسائل الاعلام ومن السياسيين بل ان مرشحين في الانتخابات جعلوا من حقوق المثليين احدى النقاط في برامجهم وبعضهم تعهد بكونه سيدافع عن حقوقوهم وسيطالب ويعمل على الغاء الفصل 230 الذي يجرم المثلية الجنسية ويعتبرها جر يمة.
بين الجنس والميول

في تونس حاليا جمعيتان للأقليات الجنسية اشهرهما جمعية شمس التي استطاع بعض منتسبيها ان يظهروا في وسائل الاعلام ويتحدثوا وان كان ظهورهم في اغلب الأحيان يقابل بالتهجم والغضب .
هذه الفئة التي تقدر الارقام كون عددها وصل الى 17 الفا تعتبر مهمشة ومنبوذة وهو امر طبيعي في مجتمع محافظ ومتدين.
لكن في مقابل هذا فان المنظمات الحقوقية تدافع عن حقوق المثليين وتعتبر ان سلوكهم هو حريتهم الفردية والشخصية وهذا يكفله الدستور.
في تونس ظهرت عدة انشطة للجمعيات المثلية وفي احيان كثيرة خرجوا معلنين عن انفسهم في مسيرات منها بشارع الحبيب بورقيبة وان قوبلوا بالغضب الطرد.
لكن الى جانب المثلية كسلوك هناك امر آخر هو دعارة المثلية وهو نشاط موجود ويتنشر في اماكن عديدة خاصة ما يعرف بالمناطق الراقية في قاعات الشاي والعلب الليلية وحتى في بعض الاماكن بوسط العاصمة او المدن الكبرى وخاصة السياحية منها وهي سوسة والحمامات وجربة.
فالجنس بما هو بضاعة تباع وتشترى لا يقف النشاط فيه في شكله الطبيعي العادي أي بين الرجل والمراة بل صار يتواجد كنشاط بين الذكور .


مؤخرا تمت الاطاحة بشبكة للدعارة الرجالية في منطقة النصر وقبض على مرتكبيها بتهمة البغاء او الدعارة حيث تمت مداهمة شقة وردت معلومات امنية كونها تستغل للجنس المثلي.
هناك جانب آخر لتجارة الجنس المثلي ميدانها الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي حيث تعقد الصفقات فكما ان هناك حسابات للجنس لمن يطلبون فتيات جميلات هناك من يعرضون خدمات اخرى ومن نوع آخر .
ظاهرة الجنس المثلي تنتشر بكثرة في المجتمعات الغربية بل ان بعضها صار ينظر اليها كونها امر عادي ولا يكترث بها ويرى انها حريات فردية لكن في مجتمعاتنا الاسلامية العربية فان الامر مغاير تماما حيث ان هذا السلوك مرفوض ومدان بل ويجرم فاعله .
لهذا فان هذا النوع من العلاقات محكوم بالسرية والتخفي ويجري غالبا في شقق مفروشة او مملوكة لاصحابها .

جدل حول الفصل 230 لتجريم المثلية الجنسية

جدل الفصل 230

الفصل 230 يجرم المثلية الجنسية ويعتبرها جريمة يعاقب عليها بالسجن .
لكن في نقابل ذلك فان الدستور يكفل حرية الحياة الخاصة وسريتها وعدم الولج اليها لأنها تندرج ضمن المعطيات الخاصة .
وهو تناقض كبير أي بين نص الدستور والنصوص القانونية .
عديد السياسيين والحقوقيين طالبوا بتنقيح هذا القانون خاصة فيما يتعلق بالفحص الشرجي الذي يعتبر منتهى الاهانة والاعتداء على انسانية الشخص .
لكن في مقابل هذا فان الأغلبية ترفض التنقيح والفعل في حد ذاته وترى ان من يقومون به مجرمون ويجب ان يهمشوا حتى لا يفسدوا المجتمع.
لكن الغريب ان بعض الاسلاميين من السياسيين يرفضون الفصل 230 ويطالبون بإلغائه لأنه يتعارض مع الدستور والحريات الفردية.
موضوع لجنس في حد ذاته من المسكوت عنه فما بالك ان تعلق الامر بالمثلية .
بشير الزواوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!