عرف خبر سدرة المنتهى بعد حادثة الاسراء والمعراج حيث ان جيريل قدم الى الرسول صلى الله عليه وسلم وسار به على البراق الى المسجد الاقصى ثم انتقل به العالم الغيبي عالم الملكوت في رحلة المعراج الى السماوات السبع.
فالرسول صلى الله عليه وسلم أشار إلى سدرة المنتهى على قدر ما تتحمله عقولنا، لأن كل ما في عالم الملكوت لا تتحمله العقول الأرضية الكونية التي في أجسامنا، لكن النبي صلى الله عليه وسلم حاول تقريب الحقيقة على قدرنا فقال: (رُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، نَبْقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ، وَوَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ، يَخْرُجُ مِنْ سَاقِهَا نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَانِ؟ قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ، فَفِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ، فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ)[1]. شجرة عظيمة ثمارها مثل النبق، وحجمه مثل قلال (هَجَر) – وهي مدينة ناحية عُمان جنوب الجزيرة العربية، وكانت تشتهر بصناعة القلال الضخمة. جعلوها نوراً لا يستطيع الإنسان تحمُّله.
وهذه الشجرة سميت بشجرة سدرة المنتهى لأنها نهاية صعود الملائكة، لا يتجاوزونها قدر أنملة، كما سمعنا في حديث الأمين جبريل، يتلقون عندها الأوامر الإلهية، ثم يهبطون لتنفيذها بأمر ربِّ البرية عزَّ وجلَّ.
ورد ذكر سدرة المنتهى في القرآن الكريم مرّة واحدة؛ حيث قال الله تعالى: (وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى*عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى*عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى)،[١] والآية تدلّ على أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- التقى بجبريل -عليه السّلام- في السّماء،
ماهي سدرة المنتهى
هي الشجرة التي حصل عندها لقاء النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بجبريل -عليه السّلام- في رحلة المعراج، فهي شجرة النّبق وهي شجرة معروفة في الجزيرة العربيّة، وقيل إنّها اختِيرت من بين الأشجار؛ لأنّ ثمرها لذيذ ورائحتها زكيّة وظلّها ممدود، فهي تحمل صفات الإيمان الذي يحوي الإيمان والعمل والنيّة، ونُعتت السِّدرة بالمنتهى، وورد عن العلماء عدّة آراء في بيان المقصود بسدرة المنتهى وهي: قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- إنّ سدرة المنتهى هي التي ينتهي إليها كلّ من يصعد إليها ويهبط إليها. قال عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنه- إنّ سدرة المنتهى ينتهي عندها علم الأنبياء عليهم السّلام، ويعجز علمهم عمّا سوى ذلك. قال كعب إنّ الأنبياء -عليهم السّلام- والملائكة يقفون عند حدّها ولا يتقدّمون لحدّ أكبر من حدّها. قال الضحّاك إنّ الأعمال تنتهي عند سدرة المنتهى وتُقبض من عندها. قال قتادة إنّ أرواح المؤمنين تنتهي إليها. قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- والرّبيع إنّ مَن كان على سنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ينتهي إلى سدرة المنتهى. قال كعب في موضع آخر إنّ الشّجرة موجودة على رؤوس حَمَلة العرش وهي التي ينتهي إليها علم الخَلْق. قال الرّبيع بن أنس إنّ سدرة المنتهى تنتهي إليها أرواح الشّهداء.
الرسول يصف سدرة المنتهى
وصف الرسول صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى لأصحابه فقال:
(ثمّ رفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قُلْال هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، قال: هذه سدرة المنتهى)، وجاء في حديث آخر: (ثمّ انطلق بي جبريلُ حتى نأتيَ سدرةَ المنتهى، فغشيها ألوانٌ لا أدري ما هي)،
زر الذهاب إلى الأعلى