زيتونة “ازواغر” بفريانة: شجرة مقدسة بين الأسطورة والمخيال الشعبي
تونس – الجرأة نيوز: زيتونة “ازواغر” المعمرة في فريانة تُعتبر إحدى أكثر الأشجار رمزاً وقدسية في التراث الشعبي التونسي، وتُعد رمزاً للخصوبة والحياة. هذه الشجرة، التي يقدر عمرها بين 500 إلى 1000 عام أو أكثر، تحظى بمكانة خاصة في قلوب الأهالي الذين نسجوا حولها العديد من القصص والأساطير.
وفقًا لدراسة للدكتور محمد الناصر صديقي، المنشورة في مجلة الحياة الثقافية (عدد 251، ماي 2014) تحت عنوان “معتقدات الروح الأخضر بتونس في التراث الشفوي المحلي: فريانة وزيتون نماذج”، تم توثيق هذه الزيتونة في سجلات الجمعية التونسية للمدن المنتجة لزيت الزيتون لما لها من خصوصيات مميزة.
تقول الأسطورة المحلية إن زيتونة “ازواغر” نجت من محاولة القطع خلال فترة مقاومة الكاهنة للبربر العرب في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان. بعد أن تم قطعها، يُقال إنها استعادت نموها بطريقة معجزة، وهو ما جعلها محط تقدير وتقديس منذ ذلك الحين.
ومن عادات أهل فريانة زيارة هذه الشجرة في المناسبات الدينية، حيث تُبخر وتُزين بالشموع والحناء، خاصة في فترات الجفاف. ويُعتقد أن ثمارها ذات طعم حلو، وزيتها ذو خصائص علاجية تُعصر يدوياً بالطريقة التقليدية.
هذه الأساطير حول زيتونة “ازواغر” تعكس مدى تأثير الطبيعة في تشكيل عقائد وتقاليد أهل فريانة، وتُظهر ارتباطهم الوثيق بتراثهم الشفوي والرموز المقدسة المرتبطة بالخصوبة والحياة.