صفعة‭ ‬قوية‭ ‬جدا‭ ‬لقيس‭ ‬سعيد‭ ‬

كتب‭  : ‬بن‭ ‬عرفة‭ ‬

من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تفشل‭ ‬الإنتخابات‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬يقاطعها‭ ‬الشعب‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فشل‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬الإيفاء‭ ‬بوعوده

لا‭ ‬إستثمارات‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬مشاريع‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬تنمية‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬تشغيل‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬إنخفاض‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬تواجد‭ ‬للسلع‭ ‬الأساسية‭ …‬

لا‭ ‬عدل‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬محاسبة‭ ‬لرجال‭ ‬الأعمال‭ ‬الفاسدين‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬الإغتيالات‭ ‬و‭ ‬الإرهاب‭ ‬و‭ ‬التسفير‭ ‬إلي‭ ‬سوريا‭ ‬

لا‭ ‬تطبيق‭ ‬للقانون‭ ‬علي‭ ‬الأحزاب‭ ‬الممولة‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬تجميد‭ ‬للأملاك‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬محاسبة‭ ‬لناهبي‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬

لا‭ ‬مراجعة‭ ‬للتعيينات‭ ‬الحزبية‭ ‬في‭ ‬الإدارات‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬النقابات‭ ‬التي‭ ‬دمرت‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬

بل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬،‭ ‬الصواريخ‭ ‬التي‭ ‬حدثنا‭ ‬عنها‭ ‬طويلا‭ ‬تبين‭ ‬أنها‭ ‬مجرد‭ ‬إشاعة‭ …‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لـ‭  ” ‬سأتعقبهم‭ ‬فوق‭ ‬الأرض‭ ‬و‭ ‬تحت‭ ‬الارض‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬وفي‭ ‬السماء‭ ” ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬إشاعة‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬عملية‭ ‬تحيل‭ ‬و‭ ‬بيع‭ ‬الأوهام‭ ‬للشعب‭ ‬

شعارات‭ ‬رنانة‭ ‬وكلام‭ ‬فضفاض‭ ‬وجعجعة‭ ‬و‭ ‬خطابات‭ ‬ركيكة‭ ‬و‭ ‬النتيجة‭ ‬صفر‭ ‬بل‭ ‬تحت‭ ‬الصفر‭ …‬

المصيبة‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬فشل‭ ‬الإنتخابات‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬مقاطعة‭ ‬الإتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لها‭ ‬،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬كان‭ ‬خادما‭ ‬مطيعا‭ ‬لهم‭ ‬و‭ ‬حارس‭ ‬لحدودهم‭ ‬البحرية‭ ‬و‭ ‬مستقبلا‭ ‬لمئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأفارقة‭ ‬علي‭ ‬حساب‭ ‬تونس‭ ‬و‭ ‬شعبها‭ ‬و‭ ‬أمنها‭ ‬و‭ ‬إقتصادها‭ ‬و‭ ‬إستقرارها‭ … ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬طبيعة‭ ‬الغرب‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يحترم‭ ‬يوما‭ ‬الخدم‭ ‬الخانعين‭ …‬

يوم‭ ‬25‭ ‬جويلة‭ ‬كان‭ ‬فرصة‭ ‬تاريخية‭ ‬و‭ ‬علي‭ ‬طبق‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬و‭ ‬كان‭ ‬الدعم‭ ‬الشعبي‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له‭ ‬و‭ ‬كانت‭ ‬الأرضية‭ ‬مهيأة‭ ‬لإصلاح‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أفسده‭ ‬الإخوان‭ ‬و‭ ‬أتباعهم‭ ‬و‭ ‬لكن‭ ‬غاب‭ ‬أهم‭ ‬شيء‭ ..‬

غابت‭ ‬الجرأة‭ ‬و‭ ‬غابت‭ ‬الشجاعة‭ ‬و‭ ‬غابت‭ ‬الخبرة‭ ‬و‭ ‬غاب‭ ‬الذكاء‭ ‬و‭ ‬غابت‭ ‬الحكمة‭ ‬و‭ ‬غاب‭ ‬التواضع‭ … ‬و‭ ‬حلّ‭ ‬محلهم‭ ‬الغرور‭ ‬و‭ ‬الغباء‭ ‬و‭ ‬العناد‭ ‬و‭ ‬التكبر‭ …‬

الشيء‭ ‬الأكيد‭ ‬و‭ ‬الذي‭ ‬ليس‭ ‬فيه‭ ‬أدني‭ ‬شك‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تتحمل‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬المواصلة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الطريق‭ ‬و‭ ‬بنفس‭ ‬المنهج‭ …‬

والشيء‭ ‬المؤكد‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬الوطني‭ ‬سيجد‭ ‬نفسه‭ ‬مجبورا‭ ‬علي‭ ‬التدخل‭ ‬لإيقاف‭ ‬النزيف‭ ‬و‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬حكم‭ ‬عسكري

‭ ‬و‭ ‬لكن‭ ‬عن‭ ‬فترة‭ ‬إنتقالية‭ ‬و‭ ‬عن‭ ‬تعيين‭ ‬شخصية‭ ‬قادرة‭ ‬علي‭ ‬قيادة‭ ‬البلاد‭ ‬إلي‭ ‬حين‭ ‬تحديد‭ ‬موعد‭ ‬إنتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬

‭ ‬المواصلة‭ ‬مع‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬حتي‭ ‬سنة‭ ‬2024‭ ‬هو‭ ‬شبه‭ ‬مستحيل‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬النواحي‭ ‬و‭ ‬النتيجة‭ ‬معروفة‭ ‬مسبقا‭ ‬

نعم‭ ‬هو‭ ‬رجل‭ ‬نظيف‭ ‬نعم‭ ‬هو‭ ‬رجل‭ ‬وطني‭  ‬و‭ ‬لكنه‭ ‬بكل‭ ‬بساطة‭ ‬لا‭ ‬يصلح‭ ‬للحكم‭ ‬و‭ ‬للقيادة‭ …‬

أقول‭ ‬لمن‭ ‬حكموا‭ ‬في‭ ‬العشرية‭ ‬السوداء‭ : ‬لا‭ ‬رجوع‭ ‬إلي‭ ‬الوراء‭ ‬

و‭ ‬أقول‭ ‬للشعب‭ ‬التونسي‭ : ‬تونس‭ ‬تستحق‭ ‬ما‭ ‬أفضل‭ .‬

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!