زياد الهاني : اتحاد الشغل تسبب في تعجيز حكومات الثورة اقتصاديا
كتب : زياد الهاني
نهاركم زين..
زوز أحداث هامين صاروا في نهاية الأسبوع، من المفيد التعليق عليهم لأخذ العبرة.
الأول يتعلق بمقابلة الوفد الأمريكي لرئيس الجمهورية، وما تلاه من حديث عن السيادة الوطنية.
السيادة الوطنية ماهيش شعارات حماسية، وإنما جهد وعمل وتضحيات وإنتاج وقدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي، باش ما تمد يدك لحدّ.
بلاد تتذلل لمؤسسات النقد والدول الشقيقة والصديقة باش يسلّفوها، وتغرق في القروضات باش تزيد في الشهاري لتجنب الإضرابات، وتستجدي في التلاقيح والأوكسجين على خاطر ما عندهاش فلوس باش تشريهم، وتعطل إنتاجها باسم الحراك الاجتماعي، بلاد عايشة على التسول وسوادها الأعظم منصرف للتنبير عوض الخدمة، تكذب على روحها كي تتحدث على السيادة الوطنية…
الموضوع الثاني يتعلق بخرق القانون وأخذ الناس بالشبهة والتعسف عليهم من غير دليل ولا أحكام قضائية.
حزب التيار المساند الكبير لقرارات قيس سعيد، وقت مسّوا له واحد من نوابه، فاق وأصدر بيان ندد فيه “بإجراء المنع من السفر دون قرار قضائي أو إداري، ويتمسك بالحق الدستوري للجميع في التنقل”.
واعتبر أن “الاستهداف الجماعي بالتشويه أو الحرمان من الحقوق الدستورية لفئات أو مهن بعينها مما يعوّم الحرب على الفساد ويحولها من هدف مشترك إلى وسيلة انتقائية للتشفي وتصفية الحسابات السياسية بمنطق شعبوي يضرب مقومات الدولة وهيبة القانون دون أي عمق اصلاحي”.
وأن المطلوب هو “احترام استقلالية القضاء واتباع القوانين لألاّ تتحول الاجراءات الاستثنائية المعلنة منذ 25 جويلية بلا خارطة طريق واضحة ولا نهاية معلومة إلى انحراف ممنهج عن الدستور وانفراد خطير بالسلطات والقرارات”…
يعني حزب التيار كي يتظلم غيره ويقع التعدي على حقوقه، نبرروه الظلم ميسالش باسم المصلحة الوطنية. وما يفيق بأن الظلم هذا موش مقبول ويمثل انحراف ممنهج عن الدستور وانفراد خطير بالسلطة، كان كي تمس واحد من جماعته، منعوه باش يمشي يدبر مصروف لصغاره بعدما قصوا عليه الشهرية ويحضرهم للدخول للمكتب.
مشكلة “مشايخ دوّارنا ال ما فيهمشي خير”، أنهم ما يدافعوش عن المبدأ من أجل المبدأ، والمبادئ والحقوق عندهم بالوجوه وما تعنيهم كان بقدر ما يستفادوا هوما منها.
هاك العام، القس مارتن نيامولر، باش يحكي على جُبن المثقفين الألمان في مواجهة النازية، كتب:
« Quand les nazis sont venus chercher les communistes, je n’ai rien dit, je n’étais pas communiste.
Quand ils ont enfermé les sociaux-démocrates, je n’ai rien dit, je n’étais pas social-démocrate.
Quand ils sont venus chercher les syndicalistes, je n’ai rien dit, je n’étais pas syndicaliste.
Quand ils sont venus me chercher, il ne restait plus personne pour protester. »
وحديثنا قياس.
تحيا تونس وتحيا الجمهورية