رسالة مؤثرة من مراد حيدر القيادي في الاتجاه الاسلامي الى راشد الغنوشي

رسالة الى راشد الغنوشي تحية تليق بمقامك سيدي الشيخ
لقد مرت بنا سنوات الشباب و نحن نعتقد في طهرك و عفّتك و ورعك و تقواك
لقد شتمنا جمال عبد الناصر و بورقيبة من أجلك و تعاطفا مع مأساتك ورددنا أنّ السجن ظالم و الظلم ترجع عقباه إلى الندم
لقد صدقنا عداءك لإسرائيل و رددنا عبارتك الشهيرة « القدس آية من آيات الكتاب و من ضيّعها فقد ضيّع الكتاب »
لقد كنّا نتحرّج من الوقوف في تحية العلم كل صباح لأنك كنت ترى في العلم التونسي خرقة بالية و وثن تقديسه يؤدّي للشرك بالله
سيدي الشيخ لقد حلمنا بانهيار الصنم يتبعه صنم فقط ليتحقق لنا الوعد بعودتك من المنفىلقد تغاضينا عن تقلب وجهك من نظام لنظام و غضضنا الطرف عن ما أشيع عنك أنّك عنصر فاعل جدا و كنز ثمين عند MI6
و سددنا آذاننا عن كل ما قيل عنك طوال سنين في خدمة من يدفع.
بقطع النظر عن تجديد ديننا أو تنقيح مسارنا
بقطع النظر عن تجديد ديننا أو تنقيح مسارنا او رفع الغشاوة عن أعيننا …بقطع النظر عن اي امر شخصي يمكن ان يتدخّل في حكمنا على تجربتك و مآلك و شخصك وهو أصلا ليس موضوع حديثنا في هذه الرسالة ، فإن الصديق كما العدو اليوم أمام صدمة لا مثيل لها و خصوصا لدى العديد من قواعد حزبكم الذين مازال في وجوههم قليل من الحياء و في قلوبهم بقايا تقوى و في عقولهم منافذ للتفكير لم تصل اليها برمجاتكم و لم تسيطر عليها كتائب الهدم و البناء التابعة اليكم مباشرة
رسالتي سيدي الشيخ مجرد دردشة مع شخص صرت اعتبره أخطر شخص في تونس و على تونس
هل تعلم ؟ أنّك خنت الآلاف ممن آمنوا يوما في الحل الاسلامي و هم يجهلون أنّك أخطر سلاح يمكن أن يفعّل ضد حلمهم هذا وقد فـُعّلت حقّا و قضيت على كل أمل لديهم
هل تعلم ؟ أنّك وعدتهم بحماية الوطن من استغلال المستعمر الفرنسي و لكنك بمجرّد و حتّى قبل أن تطأ رجلك أرض المطار كنت قد بعت البلاد و العباد لمستعمر آخر أقذر و أخطر …و مشكلتك الآن كيف تسحب من يد هذا لتضع في حضن ذاك.
هل تعلم ؟ أنك كنت حلم الفقراء و لمّا طلعت بدرا عليهم من ثنيّة الوداع زاد فقرهم و كبرت خصاصتهم و تكدست الاموال تحت قدميك و سالت السيولة أنهارا في مشاريع بناتك
هل تعلم ؟ أنّك ربيّت ذئابا طويلة الأنياب و أطلقتها تعيث فينا فسادا من شمال البلاد الى جنوبها دون حسيب او رقيب لا لشيء الا لتضمن ولاءها لشخصك ثم لأولياء نعمتك في انقره و الدوحة و لندن
هل تعلم ؟ أنّك لا تؤمن بما قلت حين قلت أن القدس آية من آيات الكتاب ، أم تراك لا تؤمن أصلا بهذا الكتاب ؟ فالقدس لم تعد قدسا و اليهود لم يعودوا رجسا و التطبيع لم يعد جريمة بل هو فرض عين مع ابناء عمومة و إخوان نقيم معهم الصفقات و نحضر حجهم و نطلب رضاهم وودّهم
هل تعلم ؟ أنّ قطيعك أعمى لا يقدر على بناء وطن و لا يستطيع المحافظة على أي مكتسبات و من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى بإذن الله
هل تعلم ؟ أنّ أهالي من بعثتهم للموت في سوريا اكتشفوا أنّ ابنك يعيش حياة الملوك مدللا مترفا بين تونس و لندن و باريس و أنّك تخاف عليه من النسيم العابر و أنّه لا يؤمن بوجود الحور العين في الجنة أو لنقل أنّه ليس في حاجة لحور عين في جنّة فصّلتموها على مقاس الأغبياء من العامّة
هل تعلم ؟ أنّ الله يسمع و يرى .
هل تعلم ؟ أنّ الله شديد العقاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!