رسالة مؤثرة من عبد اللطيف المكي الى المنصف المرزوقي

كتب القيادي في حركة النهضة عبد اللطيف المكي منذ قليل رسالة مؤثرة توجه بها الى الدكتور المنصف المرزوقي جاء فيها:

صديقي وأخي الأكبر السيد الرئيس الدكتور المنصف المرزوقي

أعلنت أنك اعتزلت الحياة السياسية ولا أظنك تفعل فالسياسة عندنا نضال وأنت وأمثالك لا يعتزلون النضال إلى آخر رمق في الحياة ما داموا مقتدرين. النضال بالموقف والفكرة والكتابة وأنت سياسي ومثقف ومفكر تشهد لك كتبك العديدة ومحاضراتك الشهيرة في أرجاء العالم والجوائز الدولية التي حصلت عليها .

ربما تقصد اعتزال المناصب الرسمية في الدولة والأحزاب والمنافسة عليها وهذا معقول أما النضال من أجل علاج الوطن والإنسانية من همومها وما أكثرها.

صديقي لقد ناضلت عندما كان للنضال كلفة بدنية و معنوية ومهنية ومالية واخترت التضحية من أجل فكرتك وحلمك واخترت ذلك على حساب حياة رغيدة وهادئة گأستاذ في الطب منذ الثمانينات وهو دليل على النبل وقوة روح الإنتماء لهذا الشعب والإحساس بمسؤولية الكفاح من أجله.

لقد خضت غمار النضال الحقوقي ولما رأيت أنه غير كافٍ لحل مشاكل البلد انتقلت الى النضال السياسي بكل شجاعة بروح ديمقراطية عالية ترفض الإقصاء.

وعندما قامت الثورة ساهمت يكل ما تستطيع لبناء تونس الجديدة وكانت لك محاسن كثيرة أهملوها ولم يثمنوها كما كانت لك بعض الأخطاء ككل الناس فصخموها فإن لم يجدوها افتعلوها فسامحهم الله.

لا أنسى لك يوما من أيام فيفري 1990 عندما كنتُ أمينا عاما للإتحاد العام التونسي للطلبة عندما قمع نظام بن علي حركة فيفري 90 الطلابية بقيادة الإتحاد وتجنيده لأكثر من 600 طالب وتوجهنا الى عديد الأطراف فخذلونا خوفا من بن علي لكنك استقبلتنا كرئيس للرابطة التونسية لحقوق الإنسان وأصغيت إلينا وأنصفتنا ومواقفك من هذا القبيل كثيرة وعديدة وهي ليست غريبة على مناضل مثلك.

انك باقٍ والإتحاد العام التونسي للطلبة باقٍ مجللين بالعز والفخار بينما زال من أذاقكما أنواعا من الحصار والتنكيل

فإلى عطاء جديد ضمن ما حددته لنفسك في بقية مشوارك ودمت في رعاية الله وحفظه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى