رسالة المرزوقي الى الغنوشي…
تونس – الجرأة نيوز:
من بين الاشياء التي تحسب للرئيس الاسبق والمناضل الدكتور المنصف المرزوقي هي انه يحسن التعامل مع الوقت ويستوعب المستجدات ولا يحصر اهمية ما يمكن ان يقوم به في توجه واحد.
فبعد ان ادرك المرزوقي انه لم يعد له مكان في المشهد السياسي بعد نتائج الانتخابات ان كان له او لحزبه قرر لانسحاب في صمت وبدون جلبة .
لكن هذا الانسحاب لا يعني انتهاء وظيفته بل بدأ يكرس جهوده في اتجاهات اخرى لعلها الاصل وهي التأليف والفكر.
المقالات الاخيرة التي كتبها المرزوقي ما كان ليكتبها لولا انه ترك السياسة فقد ارجعت المرزوقي المفكر والحقوقي عوض المرزوقي السياسي الذي يصرف كل جهده في المعارك السياسية.
السؤال هنا : هل ان المرزوقي كان صائبا في قراره بالانسحاب من السياسة؟
هذا الامر محل جدل لكنه كان مقتنعا به وقدم صورة ايجابية عن السياسي الذي يحسن اختيار توقيت انسحابه ليحافظ على رصيده .
في مقابل هذا فان هناك شخصيات تحولت الى ازمة وتحول اداؤها السياسي الى سبب لخلق الازمات ان كان داخل احزابها او في المشهد ككل .
سؤال آخر نطرحه: هل مازال الوقت مبكرا لبعض السياسيين لينسحبوا ايضا من المشهد ويتركوا المشعل للشباب ولغيرهم؟
انسحاب المرزوقي هو رسالة لكل هؤلاء ومن بينهم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي فالبعض في الحركة مصر على تكليفه مجددا برئاسة الحزب في المؤتمر القادم رغم ان القانون الداخلي لا يسمح بذلك وهو ايضا لم يكن يسمح في المؤتمر العاشر لكنه عدل وأول بطريقة ليجعلوه يستمر تحت شعار الضرورة تقتضي ذلك وتلك احكام المرحلة.
هذه العقلية هي التي تدمر الاحزاب فالنهضة اليوم ان ارادت الاستمرار فعليها ان تحدث مراجعات كبيرة ومنها القطع مع عقلية الزعيم فلا زعيم فوق الحزب والمجموعة .
لعل رسالة المرزوقي الضمنية للغنوشي هي : انسحب انت ايضا واخدم تونس وحزبك من موقع آخر.
محمد عبد المؤمن