رحل اليوم الفنان المصري الكبير لطفي لبيب عن عمر يناهز 77 عامًا، بعد صراع مرير مع المرض، تاركًا وراءه رصيدًا فنيًا استثنائيًا وذكرى خالدة في قلوب المصريين والعرب، حيث شكّل طيلة عقود رمزًا للحكمة والوقار والبساطة التي ميّزت أداءه على الشاشة والمسرح.
توفي صباح اليوم الفنان لطفي لبيب، أحد أعمدة الفن المصري في العقود الأخيرة، بعد تدهور حالته الصحية ودخوله إلى العناية المركزة نتيجة نزيف حاد في الحنجرة تسبب في فقدانه للوعي والتهاب رئوي حاد. وبرغم خروجه سابقًا من المستشفى وتحسن حالته، إلا أن الساعات الأخيرة شهدت انتكاسة مفاجئة أدت إلى وفاته، كما أكدت مصادر مقربة من العائلة.
ولد الراحل يوم 18 أغسطس 1947 بمحافظة دمياط، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية سنة 1970، لكن انطلاقته الفنية تأخرت بسبب التحاقه بالخدمة العسكرية ومشاركته في حرب أكتوبر المجيدة، حيث قضى 6 سنوات كاملة في صفوف الجيش المصري، وهي تجربة أثّرت كثيرًا في شخصيته وأعماله لاحقًا، ودوّن تفاصيلها في سيناريو كتبه بعنوان “الكتيبة 26”.
بدأ لطفي لبيب مسيرته في المسرح، قبل أن ينتقل إلى السينما والتلفزيون، حيث شارك في أكثر من 400 عمل فني متنوع، تراوحت بين السينما، الدراما، المسرح والإذاعة. واشتهر بأداء أدوار الأب، الموظف البسيط، السياسي المنافق، أو الشيخ الحكيم… وكلها شخصيات قدّمها بنفس العمق والهدوء الذي عرف به.
محطات فنية بارزة:
-
تألق في أفلام مثل “السفارة في العمارة” إلى جانب الزعيم عادل إمام، حيث قدّم دور السفير الإسرائيلي ببراعة لافتة.
-
شارك في أكثر من 100 فيلم سينمائي و30 مسلسلًا دراميًا.
-
وقف إلى جانب كبار النجوم وساند جيل الشباب في بداية مسيرتهم، مثل أحمد مكي، محمد سعد، مي عز الدين، حسن حسني وغيرهم.
-
كان آخر ظهور سينمائي له في فيلم “أنا وابن خالتي” سنة 2023.
مسيرته بعد الاعتزال:
رغم ابتعاده في السنوات الأخيرة عن الأضواء بسبب تدهور حالته الصحية، لم يتوقف لطفي لبيب عن العطاء، حيث خصّص وقته للكتابة ونشر خواطر وسيناريوهات مستوحاة من تجربته الشخصية والعسكرية. وكان يؤكد دومًا أن “التمثيل بالنسبة له رسالة تتجاوز مجرد الظهور”.
الجانب الإنساني والعلمي:
لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل، بل مثقف وكاتب وصاحب رؤى نقدية حول الواقع الفني والاجتماعي. وقدّم مؤلفات للأطفال وسيناريوهات تهدف إلى غرس القيم الوطنية، خاصة بين الأجيال الجديدة.