خفايا ما حصل في قصر قرطاج يوم 25 جويلية وكيف اتخذ قيس سعيد القرار ونفذه…كيف خضعت النهضة ولم تقدر على أي تحرك
تونس- الجرأة نيوز:
سيبقى ما حصل يوم 25 جويلية 2021 حدثا تاريخيا بأتم معنى الكلمة حيث ان رئيسا ليست له لا خلفيات عسكرية ولا امنية استطاع ازاحة اكبر حزب في البلاد تغلغل في مفاصل الدولة واجهزتها طوال عشر سنوات.
الوضع في البلاد كان في منتهى القتامة والسواد والشعب كان يعيش حالة احباط كبيرة انعكست في حياته اليومية.
ورغم ان الجميع كان يعلم حقيقة ما يحصل الا ان الجميع عاجزون للتصدي للمد النهضاوي خاصة باليد الطولى لشيخه الذي بات طوال عشرية كاملة الحاكم الفعلي للبلاد.
اول معضلات النهضة هي انها خدمت اجندتها ومصالحها على حساب الوطن والمواطن وفتحت صدرها وحضنها للفاسدين واللوبيات والنظام السابق وتحالفت معهم ومررت لهم القوانين لخدمة المصالح الشخصية لها ولهم.
النهضة في نهاية الطريق وصلت الى درجة الاستفزاز والغرور وما صرح به رئيس مجلس شورتها عبد الكريم الهاروني حول التعويضات مثل القشة التي قصمت ظهر البعير لتظهر على وجهها الحقيقي .
الاستفزازات تواصلت من قيادات عدة مثل رفيق عبد السلام الذي خرج ذات مرة في لوك انقليزي ليوري التونسيين النعمة التي صار عليها.
الاستفزازات الاخرى كانت من زوجة عبد السلام وابنة الغنوشي التي تخرج في كل مرة لتهين التونسيين بتصريحات وتدوينات مستغلة موقعا له امكانيات كبيرة تملكه .
ما يحصل كان لا بد له من تحرك لكن السؤال كان كيف وممن ومتى؟
رئيس الجمهورية حذر اكثر من مرة كونه سيتحرك وفق الدستور وان بامكانه ان يتدخل بكل صرامة لكنه تجنب ذلك لكن النهضة وقياداتها وانصارها كانوا يسخرون من تصريحاته ويعتبرونه بائع كلام بمعنى اخر كانوا يقولون مينجم يعمل شي.
هذا الموقف له ارضية وهي ان النهضة تحكمت في كل شيء ولم يعد يخيفها شيئا اوهكذا تصورت.
تحرك الرئيس
يوم 25 جويلية 2021 تحرك الشارع وما حصل ان التحركات هذه المرة توجهت نحو النهضة مباشرة فاقتحمت مقراتها وحرقت وعوض ان تتعامل النهضة مع الأمر بالعقلانية فانها تهدد وتتهم قلة مخربة وعصابيات اجرامية تنذرهم بالعقاب الشديد.
وبينما كانت النهضة تعقد مؤتمرا صحفيا يعلن الرئيس الخبر للشعب .
ردة الفعل كانت حينية بلا تحضير او تمهيد خرج الناس للشارع مرحبين موافقين داعمين مساندين.
ليس للرئيس بدرجة الى بل للتحرك لايقاف غطرسة النهضة وما فعلته بالبلاد طيلة عشر سنوات.
ماذا حصل
رئيس الجمهورية قام بتوجيه استدعاء للقصر لراشد الغنوشي بصفته رئيس مجلس النواب ولهشام المشيشي بصفته رئيس الحكومة.
المشيشي حضر واعلم بالخبر ووفق ما نشرته وسائل اعلام فانه رفض الاستقالة بداية ثم قبل بالامر بعد ان وجد ان الامر فصل .
بالنسبة للغنوشي فانه رفض الحضور بتعلة المرض ويبدو ان معلومة وصلته بطريقة ما في الغرض وقبل ان يتحرك هاتفه الرئيس واعلمه بكونه قرر تفعيل الفصل 80 وتجميد مجلس نواب الشعب واعفاء رئيس الحكومة.
الدور الكبير كان لقيس سعيد والدعم الشعبي الكبير له ثم مساندة الجيش والامن الرئاسي له وايضا القوات الامنية فالمطلب كان عاما وجماعيا.
السؤال هنا:
هل تحرك قيس سعيد كان بلا أي دعم ؟
يصعب ان يكون هناك تحرك بلا دعم .
ويبدو ان الرئيس كان يعد له منذ فترة وقد وجد القبول من منطلق ان البلاد تتهاوى والدولة تتفكك والفساد ضرب بأطنابه ولم يعد من الممكن السكوت لان الوضع وصل الى المنطقة الحمراء وما عاد يمكن التردد او الانتظار.
بالنسبة للنهضة فإنها كانت تراهن على رئيس الحكومة الذي رعته ليتحرك معها لكنه تخلى عنها كما تخلى من قبل عن الرئيس الذي اختاره وائتمنه لكنه خذله مفضلا الصفقات مع النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة.
محمد عبد المؤمن