خطير ما يحصل في النهضة: قلة باتت تسيطر على الغنوشي وتتحكم في القرار وكل من يعارضهم تشن عليه حملة تشويه وتهجمات

تونس – الجرأة نيوز  : محمد عبد المؤمن

مثلما بينما آنفا فإننا نعود لما يحصل في حركة النهضة في الفترة  الحالية وذلك بمجرد توصلنا الى معطيات جديدة تتعلق باجتماع مجلس شورى النهضة الذي ينطلق اليوم ويستمر ليومين.

هذا الاجتماع يعقد وسط خلافات حادة جدا وصلت أقصاها وأقساها.

علينا هنا ان نضع الاجتماع في اطاره العام :

حيث تم الاتفاق سابقا مع مجموعة المائة بأن يلتزم الغنوشي وهو رئيس الحركة الحالي بالفصل 31 من القانون الداخلي ولا يترشح للرئاسة مرة اخرى.

بل اكثر من هذا فقد فرض عليه ان يلتزم بذلك كتابيا ويرفض حتى مجرد الخوض في الامر أي قطع الطريق على اسلوب التزكية وان قواعد وقيادات الحزب فرضت ذلك وهو اسلوب معروف في الانظمة والاحزاب الشمولية للتمديد للزعيم.

السؤال هنا: هل حل الخلاف بعد التزام الغنوشي بذلك وان كرها؟

السؤال الحقيقي ليس هذا بل:

هل مسألة ترشح الغنوشي لفترة رئاسية جديدة هو المشكل الحقيقي؟

هو مشكل لكنه ليس الحقيقي والجوهري بل هناك معضلة اكبر منه بكثير.

وفق معطيات قدمت لنا من مصدر داخلي من الحركة فان النهضة حاليا منقسمة بشكل واضح وصريح بين اغلبية تؤمن بانها حزب وعليه لا بد من ان تكون القرارات جماعية ووفق المؤسسات والهياكل.

من الجهة الأخرى هناك قلة لكنها صاحبة نفوذ كبير في النهضة وهؤلاء محيطون برئيس النهضة راشد الغنوشي الذي لا يستمتع الا لهم بل انه لا يثق الا في خياراتهم.

الغنوشي وفق وصف البعض اصابه حب السلطة وباتت له بطانة يمكن ان نطلق عليها كونها شريرة وتريد مصالحها .

في هذه المرحلة سنتجنب الاسماء رغم انها ذكر ت لنا وكشفت لسببين.

الاول كونها شبه معروفة .

والثاني ان النهضة حاليا في مرحلة غليان وقد تتغير المواقف او تشوه مواقف البعض ولا بد من التثبت قبلا.

الغنوشي تغير

الغنوشي في 2011 ليس الغنوشي الحالي فقد مر عليه عقد وهو في السلطة ومصنف كونه الحاكم الفعلي للبلاد وهذه الفترة جعلت من حوله بطانة تتكون صار لها نفوذ كبير وصلاحيات واسعة في الدولة ومؤسساتها.

هؤلاء يرفضون قطعيا ازاحة الغنوشي لان ذلك معناه ازاحتهم وقص اجنحتهم ولجم صلاحياتهم.

الغريب في الامر ان الجميع مدرك لما يحصل بل ان الغنوشي نفسه يدرك لكنه يتجاهل الامر ويتصرف كانه لا يعلم بل اكثر من هذا حيث انه صار لا يستمع لاي معارضة داخلية ضده ويريد فرض موقفه وموقف المتزلفين له .

ردات فعل عنيفة

اكثر من هذا فأي شخصية في النهضة ان كان ضمن قيادات المركز او الفروع والمكاتب الجهوية تعلن معارضتها للغنوشي تشن عليها حملة شرسة تستخدم فيها كل الاساليب من سب وشتم وتشويه وحتى مس الاعراض والشرف وقد يتحول المعارض لهم الى لص ومتحيل وخائن واي تهمة اخرى.

السؤال هنا:

كيف لحزب يصنف نفسه ذو مرجعية اسلامية ان ينزل الى هذا المستوى في تشويه خصومه وخاصة ابنائه؟

هذا الأمر تعرض له الجلاصي ولطفي زيتون وعماد الحمامي وقبلهم حمادي الجبالي بل يمكن ان نعود للوراء اكثر فنتذكر ما حصل لعبد الفتاح مورو وايضا صالح كركر .

وغيرهم كثير.

البعض يتساءل :

هل ان الغنوشي على علم بما يحصل حوله من البطانة المحيطة به؟

,هل عدم علمه وهو امر مستبعد يعفيه من المسؤولية.

الأمر يتجاوز انه يعلم او لا يعلم فالرجل أصيب بمرض خطير هو مرض حب السلطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى