حمار الشيخ راشد !
كتب المفكر والباحث سامي الجلولي :
من يعتقد أن حركة النهضة يمكن أن تنهض من جديد فهو واهم.
لن يفيد في شيء إقالة مجلسها من طرف الغنوشي…
فالجيل الجديد لا هو جيل التأسيس ولا هو جيل الثمانينات ولا هو جيل التسعينات… ولا حتى جيل العشر سنوات الفارطة…
الجيل الجديد، سريع الحركة، يبحث عن دماء جديدة، عن فكر جديد، لا يؤمن بالفكر الأركاييكي ولا المنهج السكولاستيكي، جيل متغيّر، لا يعرف الثبات، لا المواظبة ولا الانضباط… وهذا ما لا يوجد في الحركة… حركة يحكمها مجموعة قليلة من الشيوخ بأفكار محنّطة، بالية ومتخلفة…
هذه الحركة بدأت في التآكل منذ 2014 وانتهت رسميا منذ 25 جويلية بعد الصفعة القوية التي تلقتها في شخص رئيسها الذي وقع تجميده…
تدابير 25 جويلية لم تعرّي فقط الحركة، بل ضربتها في مقتل وأزاحت عنها الغطاء الذي كان يستر ضعفها… فمزّقته تمزيقا…
لقد كانت صورة الغنوشي، ذات فجر، أمام باب المجلس المغلق بالأصفاد، وهو يتوسّل بعيون مذبلة أنهكها السّهر، قوات الجيش أن تفتح له الأبواب، مهينة إلى أبعد الحدود…
صورة حطّمت كبرياء الحركة ومرّغت في الوحل كل تلك الهالة حدّ القداسة…
رئيس برلمان ظهر عاريا لا حول ولا قوة له… بدون سلطات… وبدون ظهر يحميه… هذا الذي شغل الناس وحيكت حول نفوذه وسلطاته الأساطير…
حمار الشيخ راشد لم يعثر بل أسقط الشيخ من على ظهره… سقطة شنيعة…
أعتقد أن هذه صفحة من تاريخ تونس قد طويت. والقارئ الجيد للتاريخ سيعرف أن التاريخ الإسلامي عرف على مدار قرون آلاف الحركات التي اختلط فيها وعليها الحق بالباطل وانتهت نهاية مفلسة وبائسة…
في النهاية يا شيخ، لا يسعني إلا أن أرأف لحالك، فلا تجعل نفسك مسخرة وأنت في أرذل العمر. أدعوك للراحة والإكثار من الإستغفار وطلب المغفرة من هذا الوطن… فالعمر قصير وستقف أمام ربك عاريا إلا من صوت الحق يوم لا ينفع الندم …
المفكر و الكاتب سامي الجلولى