حكومة الساعة صفر ليلا: ما حصل بين دار الضيافة وقصر قرطاج قبل اعلان تركيبة الحكومة
منذ يومين والاضواء تسلط على تركيبة الحكومة التي تقدم بها هشام المشيشي والتي وصفها بكونها حكومة تكنوقراط مستقلة .
لكن هناك نقطة اخرى ضاعت وسط هذا الحدث وهو بالتأكيد هام يتمثل في تفاصيل ما حصل بين قصر قرطاج ودار الضيافة قبل الاعلان عن القائمة الحدث .
الامر لم يكن ليأخذ كل هذه الاهمية لولا ذاك التأخير الذي حصل والذي اعطى نتيجته دقائق قليلة قبل انتهاء المهلة الدستورية التي منحت للمشيشي فلو فرضنا انه اضاف دقائق معدودة فان حكومته تتحول الى حكومة غير شرعية خرجت عن ضوابط الدستور.
اول سؤال يطرح هنا هو : لماذا تم تأخير الاعلان عن تركيبة الحكومة الى ما قبل منتصف الليل بدقائق في حين ان المنطق يقول ان الحكومة يجب ان تكون جاهزة قبل ساعات على الاقل.
الامر الثاني ماذا حصل ليتم كل هذا التأخير ولا يفي المشيشي بةعهد للصحفيين على الاقل كون الندوة الصحفية ستعقد في العاشرة والنصف؟
يمكن ان نطلق على هذه الحكومة بكونها حكومة الساعة صفر ليلا او هي حكومة منتصف الليل او حكومة الليل وقد يكون هذا معبرا اكثر.
فالمشيشي تأخر في اعلان حكومته لسبب وحيد وهو انه اراد ان يرضي جميع الاطراف او على الاقل لا يغضبها فهو التزم بتشكيلة تضم شخصيات مستقلة وذات كفاءة وهو ما رفضته اغلب الاحزاب لكنه في الوقت نفسه يريد تجنب أي صدام معها وتقديم ” طبخة” ترضيها .
هذا الامر حتى وان كان هدفا الا انه لم ينجح فيه كثيرا فهناك شخصيات لا يمكن وصفها بكونها مستقلة منها علي الحفصي الذي كان قبل فترة قصيرة من قيادات نداء تونس.
محمد الطرابلسي ايضا لا يمكن اعتباره مستقلا لأنه نقابي والنقابيون مسيسون واغلبهم يساريون اوقوميون.
بالنسبة للتأخير فان المشيشي كان في صراع كبير مع الوقت وهنا علينا ان نعرج على امر مهم وهو ان حكومة المشيشي هي حكومة الرئيس الثانية واسماء مهمة في هذه الحكومة هي من اختيار الرئيس مثل وزير الدفاع والداخلية أي ان المشيشي لم يكن في صراع مع الوقت فقط بل مع الاحزاب والرئيس وايضا مع ردات الفعل المتوقعة اعلاميا وشعبيا.
محمد عبد المؤمن