«حرب تشتعل» بين شيراز العتيري ومحمد زين العابدين

تونس – الجرأة الأسبوعية:

في خضم وفي داخل الازمات الكثيرة التي تعيشها البلاد تفجرت معركة او لنقل مجازا هي ” حرب ” اعلامية بين وزير سابق ووزيرة لاحقة مجالهما الثقافة.

لكن قبل الخوض في حيثيات هذه المعركة يمكن ملاحظة كون الوزير السابق خرج في الفترة الاخيرة اعلاميا بكم غير مسبوق ونشر على حسابه بالفيسبوك كما لم ينشره طوال مسيرته .

يمكن تفسير ذلك نفسيا كون السيد محمد زين العابدين لم يستوعب بعد كونه خرج من السلطة وحمل محفظته ورحل من الوزارة تاركا خلفه جميع الامتيازات والهيلمان والابهة وهذا امر طبيعي فالسلطة لها حلاوتها ولذتها .

الازمة بين الوزيرين السابق واللاحقة تصاعدت بشكل كبير بعد الندوة الصحفية التي عقدتها شيراز العتيري والتي يمكن ان نشير كونها اتهمت فيها سابقها ولو بغير اتهام مباشر بكونه خرب الوزارة ماليا حيث ان سياسته ادت لتراكم الديون وعدم تسديد مستحقات الفنانين.

الوزيرة تحدثت في ندوتها عن ديون متخلدة بذمة وزارة الثقافة تعود الى السنة الماضية أي فترة اشراف محمد زين العابدين عليها منها 200 بالمائة ديون متخلدة بذمة المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية بل انها اكدت كون تعهدات الوزارة فاقت الاعتمادات التي خصصت لها .

العتيري اكدت ايضا ان 74 بالمائة من ميزانية صندوق التشجيع على الابداع الادبي والفني كانت توجه الى المهرجانات والتظاهرات بدل توجيهها الى مستحقيها من المبدعين والمنتجين .

كما اكدت كونها غير راضية على قانون الفنان لما فيه من اخلالات ونقائص منها احتواءه على نصوصا زجرية بالتالي فهو يحتاج الى تعديلات.

رد محمد زين العابدين

الوزير السابق محمد زين العابدين وبعد الندوة الصحفية خرج مرارا وتكرارا في وسائل الاعلام ولم يكتف بذلك بل كتب تدوينات كثيرة على الفيسبوك هاجم فيها العتيري متهما اياها كونها تزور الحقائق وانها هي نفسها من بين اسباب العجز في الميزانية وخاصة ما تركته من ديون وهي مديرة المركز الوطني للسينما والصورة في 2018 ثم في ايام قرطاج السينمائية في 2019.

بل انه اتهمها بكونها مارست ابادة جماعية ضد الكفاءات في وزارة الثقافة لانهم ” خدمو مع الوزير السابق”.

وتابع هل سمعتني اتحدث يوما عن الديون التي تركها الوزراء الذين اشرفوا على وزارة الثقافة قبلي .لم يحصل هذا لأنني اؤمن بتواصل الدولة.

معركة الثقافة ام معركة تصفية الحسابات

يمكن ان نتتبع تفاصيل المعركة بين وزيرين للثقافة سابق ولاحق لكن قد يكون هذا غير مجد كثيرا لأن المسألة صارت اقرب الى تصفية الحسابات فهناك وزير غادر وهو لا يريد ان يستوعب انه غادر بالتالي فانه صار همه الوحيد تتبع ما تقوله الوزير الجديدة وتصيد أي كلمة واي موقف واي اجراء .
في مقابل هذا فان الوزيرة الحالية لم تنس انها طردت يوما ما من قبله .

محمد عبد المؤمن

نشر في جريدة الجرأة الاسبوعية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى