حرارة غير مسبوقة للبحر الأبيض المتوسط تُنذر بعواصف وأزمات بيئية - الجرأة نيوز

حرارة غير مسبوقة للبحر الأبيض المتوسط تُنذر بعواصف وأزمات بيئية

أخبار تونس – الجرأة نيوز : لم تعد تساؤلات التونسيين عن سخونة مياه البحر مجرد انطباعات شخصية، بل تحوّلت إلى تحذير علمي عالمي يؤكده خبراء المناخ. إذ سجّل البحر الأبيض المتوسط، بحسب برنامج “كوبرنيكوس” الأوروبي، أعلى درجة حرارة له في شهر جوان على الإطلاق بمتوسط بلغ 26.01 درجة مئوية، أي أكثر من المعدّل الطبيعي بثلاث درجات كاملة.

تأثيرات فورية على النظام البيئي والاقتصاد

الحرارة غير المسبوقة للمياه دفعت أنواعًا من الأسماك، مثل “البلاميط” و”التن”، للهروب إلى الأعماق، مما تسبّب في أزمة صيد ساحلي، وغياب واضح للأسماك الموسمية عن أسواق تونس. في المقابل، ظهرت أنواع خطيرة دخيلة مثل سمكة الأرنب السامة وقناديل البحر، وسط تحذيرات من كارثة بيئية تهدّد التوازن البحري.

ارتفاع الحرارة يقلّل من نسبة الأوكسيجين في المياه، مما يؤدي إلى نفوق واسع للكائنات البحرية، وقد يصل التأثير إلى تهديد الكائنات المجهرية مثل “الكريل” التي تنتج 40% من أوكسجين الكوكب.

تونس في مرمى العاصفة

وصف المهندس بالمعهد الوطني للرصد الجوي، محرز الغنوشي، الوضع بـ”الإنذار المناخي الخطير”، مشيرًا إلى أن تونس من أكثر المناطق هشاشة في حوض المتوسط، خاصة بسبب طبيعة سواحلها الضحلة، ما يجعلها عرضة لتيارات ساخنة، أمطار طوفانية، وأعاصير متوسطية مثل تلك التي ضربت ليبيا وإيطاليا في السنوات الأخيرة.

تداعيات مباشرة على الأسعار والمعيشة

في أسواق السمك، بدا تأثير التغير المناخي واضحًا. فقد بلغ سعر السردين 8600 مليم، بينما وصل القاروص إلى 48.600 د، والشفريت إلى 28.600 د، وهي أسعار فلكية أرهقت المستهلك التونسي، وأكدت أن الأزمة لم تعد مناخية فقط، بل اقتصادية واجتماعية أيضًا.

دعوات للإنذار المبكر والتوعية

أوصى الخبراء بالتعامل مع البحر في فصل الصيف بأقصى درجات الحذر. أبرز التوصيات:

  • التثبت من نشرات المعهد الوطني للرصد الجوي قبل السباحة.

  • الحذر من التيارات الخطرة عند هدوء البحر المفاجئ أو تغيّر لونه.

  • تجنب السباحة عند وجود رياح قادمة من البر نحو البحر.

ما نشهده اليوم هو جرس إنذار حقيقي يدعو إلى التعامل العاجل مع آثار تغيّر المناخ. فالحرارة في مياه المتوسط ليست مجرد حالة شاذة، بل واقع جديد يحتاج إلى وعي، تغيير سياسات، وتكثيف الإنذار المبكر لحماية البيئة، الاقتصاد، وصحة الإنسان.

موقع hezzly.com

Scroll to Top